يعرف الناقد السينمائى الكبير سمير فريد رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، أن أمامه الكثير من التحديات، لكى تخرج الدورة الـ 36 للمهرجان فى صورة مغايرة ومشرفة، خصوصا وأنه يملك إرثا من الأخطاء، يعمل منذ توليه مهام المنصب على محاولة حلها، منها تلك المتعلقة بطريقة تعامل الصحافة المصرية مع المهرجان، حيث لا يمثل المهرجان للبعض منهم سوى النجوم الحاضرين، بعيدا عن الأفلام المعروضة وقيمتها، والدور الثقافى للمهرجان وهو الدور الأساسى، بعيدا عن ضرورة استغلاله فى الترويج السياحى، تلك الفكرة التى قضت على جزء كبير من قيمة المهرجان، وصورته.
وقد يواجه سمير هجوما كبيرا لمحاولته تغيير بعض الأمور التى بات البعض يتعامل معها على أنها مسلمات، لا تقبل النقاش، منها النظام الخاص بإصدار الكارنيهات، وطريقة الحصول على المطبوعات الصادرة، وعدم تغيير مواعيد العروض، كل هذه الأمور يبحثها سمير جيدا، ويعمل جاهدا على وضع نظام ملزم، ليخرج المهرجان فى صورة تليق باسم مصر، وليتساوى مع مهرجانات العالم والتى من المفترض، أنه واحد من أهم 11 مهرجانا فى العالم طبقا لتصنيفه الدولى، ولتكن الدورة 36 هى دورة استرداد العافية للمهرجان، وعودة الروح إلى دور المهرجان الثقافى، حيث ستتحول دار الأوبرا لمركز رئيسى للمهرجان، وهناك عدد لا بأس به من المطبوعات، وحلقات بحثية ونقاشية واحتفاء بالراحلين، وأعتقد أنها المرة الأولى التى سيعلن فيها اسم فيلمى الافتتاح والختام قبل انعقاد الدورة بأكثر من شهرين، حيث من المفترض أن يتم ذلك خلال المؤتمر الصحفى، المقرر الأربعاء المقبل بمركز الهناجر حسبما جاء فى البيان الصحفى الذى أصدرته إدارة المهرجان منذ عدة أيام.
يملك رئيس المهرجان الكثير من الأحلام والطموحات، وكل ما أتمناه أن يحقق ولو بعضا منها، خصوصا فى ظل سيطرة جهاز عقيم من البيروقراطية، على الأقل لتشكل هذه الدورة بداية الانطلاق لشكل جديد ومختلف فى عمر المهرجان، وليكن سمير على قدر التحديات، خصوصا وأن الفترة المقبلة هى الأصعب لأنها تتعلق بتنفيذ كل الأحلام، أو لنكن أكثر دقة تحويل خطة العمل المحكمة التى وضعها سمير إلى واقع ملموس، بعد التراجع المدوى الذى بات مرتبطا باسم المهرجان رغم سنوات عمره الـ36، حيث بات فى ذيل المهرجانات العالمية، ليس ذلك فقط، بل إن المهرجانات العربية والتى لا تحمل تصنيفا دوليا صارت تسبقه بمراحل، فهل يفعلها سمير فريد ويخطو بالمهرجان خطوات حقيقية ومؤثرة؟