رسالة السيسى فى حواره لوكالة أسوشيتدبرس، عن إمكانية عودة مؤيدى الإخوان للمشاركة فى الحياة السياسية بشرط نبذ العنف، رسالة رجل دولة يعرف أنه رئيس كل المصريين، ويعرف كذلك أن قضية المصالحة مع الأطياف المارقة أو الرافضة أو العنيفة ينبغى حسمها على أرضية وطنية ووفق ضوابط قانونية، حتى تنتهى الحالة الطارئة التى نعيش فيها ونحقق نهضتنا المرجوة على أساس سليم.
الرسالة كانت واضحة وحاسمة ومفاجئة وجريئة، فالرئيس ليس مجرد رئيس حزب يتمسك بالاختلاف المتعصب مع خصومه السياسيين والمختلفين معه، وليس فى خصومة مع أى فصيل مصرى، طالما التزم بالقانون وضوابط العمل السياسى.
وبقدر وضوحها وحسمها، كانت رسالة السيسى تحتاج إلى مستقبلين على نفس القوة والثقة والوضوح، يعرفون ماذا يريدون لأنفسهم، وكيف يبنون فى المستقبل، فهل كان الإخوان على قدر التحدى؟ وهل استطاعوا تلقف الفرصة الذهبية التى مررها لهم السيسى؟ الإجابة جاءت سريعا، من خلال تفجير إرهابى استهدف محيط وزارة الخارجية أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 10 ضباط ومجندين من قوات تأمين الوزارة، فماذا يعنى ذلك؟
يعنى أولا، أن القيادات الحالية فى جماعة الإخوان، لا تريد التخلى عن خيار شمشون الذى اعتمدته منذ طرد مرسى من الحكم بقوة الشعب، وأن هذا الخيار هو ورقة التوت التى تستر فشل وغباء القيادات الحالية، بعد أن عجزت عن إدارة الدولة المصرية بحكمة وكفاءة ووطنية.
ويعنى ثانيا، أن قيادات الجماعة منفصلة عن كثير من قواعدها الذين يتطلعون إلى إقصاء الحرس القديم والبداية من جديد على أرضية التفاهم مع المجتمع لا تكفيره أو عقابه بأعمال إرهابية عشوائية.
ويعنى ثالثا أن جماعة الإخوان، لا تفعل سوى تنفيذ توصيات وأوامر التنظيم الدولى المفتوح على الناتو وأجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوروبية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة