أكرم القصاص

بيشتم كويس

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014 06:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا الجدل العقيم الذى اندلع من حولنا، حول الثورة وكأنها هدف فى حد ذاتها، وليست وسيلة لتحقيق العدل والحرية، وهى أمور تمت فى كل العالم بتدرج وبالكثير من الجهد والحوار والجدل، بينما توقف الأمر عندنا عند الشتم والقدرة على الشتائم، وتم اختصار القضايا كلها فى الشتائم والقدرة على «السب والقذف».

تأمل ما يقدمه فريق يزعم أنه الوحيد الذى يفهم فى الثورة، ويدافع عنها، ويعرف أهدافها، ولم يقدم أى من هؤلاء أمارة أو علامة نظرية أو عملية على أنه يعرف ما يريد أو يقول للناس ماذا يريد منهم، وماذا يريد من نفسه.. فقط هو يعرف كيف يشتم، ويخرج فى كل محفل وفى كل مؤتمر ليعلن عن نفسه بأنه «بيشتم كويس».

اللافت أن وراء هؤلاء عددا من المصفقين، ربما يجدون فى الزعيم الشتام قدوة وأنه يقودهم نحو الآفاق العليا وترى بعض المنبهرين من مشجعى الثورة يفضلون مقاعد المتفرجين ويصفقون ويعتبرون أن هذا هو الثورة.

الشتامون اختصروا الثورة والثورية فى كمية الشتيمة التى يمكن للشخص أن يوجهها للمختلفين معه فى وقت قياسى، ويبررون ذلك بأن الواقع «كدا»، ولا يريد الثوار السابقون، وهم بالفعل أصبحوا سابقين أسرع مما كان متوقعًا، أن يعترفوا بأنهم فقدوا الكثير من وهجهم وقدرتهم، بسبب عجزهم عن مخاطبة الشعب أو تقديم خطاب مقنع بما ينفع الناس.. نفس الأشخاص يعتبرون ما تم معهم بسبب مؤامرة على الثورة وأهدافها، وفى نفس الوقت يرفضون كل من ينادى بنظرية مؤامرة، بل لا يرون أنهم بغبائهم وغريزة الظهور لديهم أخطر من أى مؤامرة.

ثم إننا أمام زعماء كلهم تقريبا لايظهرون غلا ويزرعون اليأس والكآبة فى نفوس الناس، ويزايدون بما جرى لهم، مع أن المكافح لا ينتظر ثمنا.

لقد تاه الحوار واختفى الهدف الأساسى، العدل والحرية، بين كل الأطراف، وأصبح من يتولى موقعًا متهمًا بأنه باع القضية، ومن يعلن رأيًا مخالفًا يتحول إلى عدو، والهدف الأساسى ليس اقتراح شخصيات بديلة لما هو قائم وإنما إزاحة كل من يتقلد منصبا هنا أو هناك وإلا نصبح دعاة ثورة يشتمون الشعب دائمًا ويرونه شعبا لا يقدر إنجازاتهم التى لم ير منها الناس غير أنهم «بيشتموا كويس»!.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة