تحدث الفنان يوسف شعبان براحته مع الإعلامية رولا خرسا، فأنزل على المشاهدين فتاوى تاريخية يمكن اعتبارها ماركة مسجلة باسمه، لأنها ليس لها مثيل فى أى قصاصة ورق، ولن يذكرها أيضا أى «مسطول ».
بلغ الحماس مبلغه بالفنان الذى كان يوما نقيبا للممثلين، فتحدث عن أن «حسن البنا» مؤسس جماعة الإخوان ومرشدها الأول ربما ينتمى إلى الديانة اليهودية، ودليله على ذلك أن «البنا» قدم من المغرب إلى الإسماعيلية، ولم يكتف «شعبان» بذلك، بل ألقى بتخاريفه التاريخية قائلا، إن أغلب الشعب المغربى ينتمى إلى الديانة اليهودية، وأن من بين كل 10 مغاربة 8 يهود، وأن الديانة اليهودية تبيح أن ينتحل الشخص اليهودى الأصل ديانة أخرى كمسلم خدمة لمصالح اليهود وأهدافهم .
معنى تخاريف «شعبان » ، أن كل المغاربة الآن هم «يهود» وإسلامهم مجرد ستارة، وأن تردد المسلمين المغاربة على المساجد ما هو إلا نفاق فى نفاق، وهكذا يمكن استنتاج أى شئ مما قاله يوسف شعبان، والذى يدخلنا فى معارك مجانية، هذا بخلاف أنه يفتقر إلى أى منطق، ويدل على جهل كبير بالتاريخ وحقائقه، وجهل بما قدمه هذا البلد الشقيق بباعه الكبير فى الحضارة العربية والإسلامية، ووفد منه إلى مصر فى العصور الإسلامية المتتالية شخصيات لها باع كبير فى مجالاتها، مثل الصوفى «السيد أحمد البدوى» المولود فى مدينة فاس، وبقى منهم الكثير وعاشوا وتزوجوا فى مصر، وبالتالى أسسوا فى مصر قبائل هى امتداد لقبائلهم الأصلية فى المغرب، وتظهر هذه المسألة فى محافظات مثل كفر الشيخ والغربية والبحيرة وغيرها، وأذكر أن الكاتب الرائع أسامة أنور عكاشة، شغلته هذه القضية كثيرا، وكانت هى الأصل فى مسلسله « المصراوية» ، الذى لم يكتمل لوفاته .
المهم أننا أمام قضية تنم عن جهل كبير، وتسىء إلى بلد شقيق وشعب يعشق مصر وشعبها، ويبادله المصريون نفس العشق، لكنها تطرح حقيقتين فى نفس الوقت، أولاهما أن هناك تخريبا يمارسه إعلاميون بعدم تدخلهم بالحسم فى حالة انصراف ضيوفهم إلى الحديث فى أى مجال ، فيتكلمون فى أى شئ، وكأنهم عالمون ببواطن الأمور، والبديهى أن النجم نجم فى مجاله، ولا يعطيه ذلك الحق فى الإفتاء دون علم فى قضايا التاريخ والاقتصاد والأدب والجغرافيا والسياسة والدين، وجدارة المذيع الذى يدير أى برنامج، تأتى فى قدرته على تصحيح الخطأ الذى يقع فيه ضيفه، وإن لم يحدث ذلك يقع المشاهد الذى يستمد ثقافته من الفضائيات فى عملية نصب كبرى تؤدى إلى تزييف وعيه، وتلك جريمة تحسبها الملائكة فى ميزان سيئات من يفعلها ويشارك فيها حتى تحين لحظة الحساب أمام رب الخلق أجمعين . الحقيقة الثانية أننا أمام قضية تعبر فى جانب منها عن إشكالية التواصل بين المغرب والمشرق ثقافيا وحضاريا، و جرت محاولات سابقة لمعالجة القصور فيها، منها المراسلات الشهيرة بين المفكر الدكتور حسن حنفى، والمفكر المغربى الدكتور محمد عابد الجابرى فى نهايات ثمانينيات القرن الماضى، ودارت لعدة أسابيع على صفحات مجلة « اليوم السابع » التى كانت تصدر فى باريس، ولو قرأها يوسف شعبان ما وقع فى تخاريفه التى وقعت فيها «أمانى الخياط» من قبل .
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الكبير قوى
الحوثى على الأبواب ومازال الشعب مغيب بسبب قلة الثقافة والعلم ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ayman qabel
علي فكرة انا اخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اولا وقبل كل شىء لابد ان نحترم كل الاديان السماويه لانها ببساطه من خالق واحد نؤمن به جميعا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ثانيا الشعب المغربى يعلم تماما مدى حب واحترام المصريين له ولا يمكن لواحد ان يعكر صفو العلاقات بيننا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هل هناك دليل على حب المصريين اكثر من زواج الكثيرين منهم بمغربيات لحسن اخلاقهم وصفاتهم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لكنك لم ترد على يوسف شعبان بالدليل او الحجة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد توفيق
عادي
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
وجوه يجب أن تختفي من الإعلام.. لتحيا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
عدد الردود 0
بواسطة:
أسامة المصري
تعليق رقم 6