أزمات إعلامنا المصرى فى السنوات الثلاثة الماضية يمكن تلخيصها فى نقاط أربع، أولها: اللعب على كل ما هو مثير ويجلب أكبر قدر من المشاهدة سواء جنس، شعوذة، قضايا ساخنة، وثانيا: تجهيز الحلقات دون إعداد مسبق، فتخرج الفقرات على الهواء باهتة بدون مذاق ــ مثلها مثل الطبخة التى لم تستو بعد، وثالثًا: سوء اختيار الضيوف وهى الأزمة الأكبر، وأضيف إليهما أخيرًا عدم التفكير خارج الصندوق.
بعد شهور طويلة من صداع «التوك شو»، والفقرات المكررة، وخبراء مدينة الإنتاج الإعلامى الدائمين والمنتقلين من شاشة لأخرى، خرجت علينا الفاضلتان منى الشاذلى وإسعاد يونس ببرنامجين خارج الصندوق، البطل فيهما الفكرة لا الشخص، والأساس فى بناء كل الحلقات هو «إمتاع المشاهد» بالصورة الحلوة، بالأداء اللطيف، بالبساطة فى العرض، بالحفاظ الدائم على الإبهار».
أبهرتنى منى الشاذلى فى حلقة الرائع محمد فايق، وزيارتهما سويا إلى أوغندا ولقاء الرئيس الأوغندى وإجراء مقابلة معه عن دور مصر فى تنمية أفريقيا، وأبهرتنى أكثر فى حلقة اللواء علاء عبدالظاهر مدير المفرقعات بالقاهرة، وكيف أن الرجل ظهر عشرات المرات على الشاشة إلا أن حوارها معه كان مختلفا ومميزا، أبهرتنى فى حوار نبيل العربى، ونجاحها أن تخرج منه «نبيل الإنسان» لا «نبيل الدبلوماسى» فبكى على الهواء للمرة الأولى، وأبهرتنى أخيرا بالتفتيش وراء تفاصيل القصص اليومية التى نقابلها، فكان لقاؤها مع أسرة طفل مختطف بالقاهرة وتسجيلات تنكشف للمرة الأولى. أما إسعاد يونس، ففى كل حلقة جديدة تصدر لنا كما من السعادة والبهجة غير الطبيعية، فى الحلقة الشهيرة عن أساطير الأكل الشعبى فى مصر، وحلقة شارع شامبليون وحكايات لم نكن نعرفها من قبل، وحلقات الدردشة مع الفنان حسن مصطفى وواقعيتها بالبرنامج عند تناولها «الكشرى» مع أبوطارق.
منى الشاذلى وإسعاد يونس يرسمان خطا جديدا فى الإعلام المصرى ومن خلفهما فريقا إعدادهما، يمهدان الطريق لجيل جديد قادم يعتمد على عنوان كبير وهو «إمتاع المشاهد بعيدا عن صداع الأخبار اليومية».
مبروك النجاح
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة