يرن هاتف الطائرة الرئاسية المصرية المتجهة إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الطرف الآخر.. مفاجأة قد تبدو ظاهريا غير متوقعة.. باراك أوباما رئيس الدولة العظمى فى العالم يطلب الحديث مع الرئيس السيسى قبل هبوط الطائرة أرض المطار فى نيويورك، والغرض طلب لقاء فى نيويورك لو أمكن على هامش الاجتماع الدولى الأهم فى العالم. كل التوقعات كانت تشير إلى عدم إمكانية حدوث اجتماع أو لقاء بين الرئيس المصرى والرئيس الأمريكى، والنصيحة للرئيس من الصحفى والكاتب الكبير بأنه من الأفضل ألا يلتقى بأوباما «الفاشل»، فالعلاقات المتوترة بين الجانبين لن تساهم فى إنجاح اللقاء، فواشنطن ما زالت تتمسك برهانها الخاسر على الإخوان وتعادى الدولة الجديدة بعد 30 يونيو، وتوظف «الصغار» فى المنطقة لإرباك مصر وإفشال ثورتها ومشروعها لبناء المستقبل.
طلب اللقاء جاء بعد نصائح سياسية وتحذيرات من «حكماء واشنطن»- الذى التقاهم الرئيس أمس- بأن الاستمرار فى معادة مصر الآن ليس فى صالح واشنطن ولا مصالحها الاستراتيجية فى المنطقة، فقد أعلنت تحالف الحرب على داعش، ومصر دورها رئيسى ومحورى فى التحالف، لأن الدولة التى أنقذها جيشها من الضياع وبقيت قوية ومتماسكة رغم عبث وعشوائية الإخوان وتنظيماتها الإرهابية ومصر أيضا، أثبتت أنه لا يمكن استبدال دورها فى القضية الفلسطينية بالدوحة أو أنقرة، وأن حل القضية يبدأ من القاهرة وينتهى فيها. «لجنة الحماء» نصحت أوباما بأن هناك ضرورة للقاء السيسى، لأن واشنطن فى حاجة سياسية الآن للقاهرة، وبالتالى يجب التوقف عن توجيه الانتقادات للداخل المصرى ودعم جماعات الإرهاب، فما حدث فى مصر بات أمرا واقعا «قد ترفضه واشنطن ولكن عليها التعامل معه وفقا لمصالحها».
المكالمة التليفونية كانت حدثا تاريخيا فهذه أول مرة فى تاريخ العلاقات السياسية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية يتصل رئيس أمريكى برئيس مصرى لطلب اللقاء. البعض يشكك فى حدوث المكالمة، لكن ما يؤكدها جلوس «دهاقنة الإدارة الأمريكية» مع الرئيس السيسى قبل اللقاء بيومين.
جلس الرئيس مع ثعلب السياسة الخارجية الأمريكية فى السبعينيات هنرى كيسنجر، ووزيرة الخارجية الأسبق مادلين أولبرايت وآل كلينتون- بيل وهيلارى- مستشار الأمن القومى السابق برنت سكوكروفت، مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق، فهل هؤلاء جاءوا للقاء السيسى من أجل عيونه السوداء أو لعشق مصر؟ هؤلاء ما زالوا داخل النظام السياسى كهيئة استشارية للرئيس الأمريكى وباقى مؤسسات الدولة، وجلسوا مع السيسى لقراءة أفكار الرجل وتصوراته ثم نقلها لأوباما.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة