أكرم القصاص

النضال فى الجيتو

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014 07:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف يمكن الحديث عن أهداف الثورة دون وجود جمهور، وكلما اختلفت مع الشعب اتهمته هو بالتخلف من دون أن تتهم نفسك بعدم الفهم. نقصد نفس الفصيل الذى اختصر الثورة فى الشتيمة، والتغيير فى إعادة عرض أفكار مستهلكة، بلا بدائل حقيقية. لقد خرج المصريون فى يناير لرغبتهم فى نظام بديل لنظام مستبد شاخ وتكلس، وخرجوا فى 30 يونيو عندما وجدوا أنفسهم فى طريق آخر.

واختار عدد من الزعماء العزلة مع أصدقائهم. يقرأون لبعضهم ويصفقون لبعضهم، ويتحدثون معا، فى مؤتمرات لا يحضرها غيرهم، منعزلين عن باقى الشعب، الذى يفترض أنهم يخاطبونه.

لايكفون عن الحديث عن الثورة وأهدافها والشعب، وإذا وجدوا الشعب مختلفا عنهم، لا يراجعون أنفسهم، ويستسهلون اعتبار الجمهور غبيا. لا يفكرون أبدا فى التساؤل عن السبب الذى أدى لتراجع التأييد أو التعاطف معهم.

وبسبب الرغبة فى الظهور والاختلاف والاستعراض، هناك من النشطاء من يتسبب فى ضرر لمن يفترض أنه يدافع عنهم، على طريقة الدبة التى تقتل صاحبها. إذا صدر حكم قضائى لا يرضيهم يهاجمون القضاء، وإذا جاء الحكم لصالحهم يصمتون.

وآخر مثال كان حكم الإفراج عن علاء عبدالفتاح، وبعده ماهينور، على ذمة القضايا متزامنا مع أخبار عن اتجاه لإعادة مناقشة بعض بنود قانون التظاهر، وكان ذلك بعد مطالب وتدخلات من المجلس القومى لحقوق الإنسان، واستجابة للمجلس، ورأينا من خرج ليقول إن الإفراج وما هو قادم من تعديلات كله بتدخلات من الخارج، ومن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى. وقبل سفر الرئيس للولايات المتحدة.

وبعد نشر ذلك، توقف الحديث عن التعديل، ومن خسر هنا، هم من كان يمكن أن يستفيدوا من التعديلات. وبدا أن الادعاء الذى صنعه بعض كبار العالمين ببواطن الأمور أدى إلى الإضرار بمصالح زملائهم المسجونين ومن كان يمكنهم الاستفادة من التعديلات.

ولافت أن السادة الزعماء لايفرقون بين المعارضة والشتيمة، ولم يكتشفوا أن الاستمرار فى الشتم وتحويل المعارضة إلى كلاشيهات ميتة، والمبالغة فى شتم الشعب كلما عجزوا عن فهمه، تقلل من قيمتهم وتبعدهم وتعزلهم شيئا فشيئا، ليصبحوا أقرب لجيتو أو فلكلور يتفرج عليه الناس من دون أن يأخذوه بجدية، وفى أفضل الأحوال يجتمع المحبطون والمتضايقون واللاهثون مع بعضهم ينشرون فى نفس المواقع والمطبوعات ويقرأون لبعضهم ويؤيدون وجهات نظر بعض، ولا يسعون لإقناع غيرهم أو رفع وعى من يعتقدون أنهم الشعب . بينما يفضلون العزلة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة