بداية، قبل أى كلام، أعلم تمامًا أنك مع الوهلة الأولى للعنوان هتقول: «هو انت جى تقطع فى الداخلية وضباط الشرطة، هم ناقصين دا كل يوم بيقدموا شهيد»، سأرد عليك فى جملة واحدة مفادها أن الكلمات القليلة القادمة ليست لانتقاد الداخلية لمجرد الانتقاد، لكنها محاولة للوقوف على أخطاء تقع فيها الوزارة بشكل متكرر، مما تنتج عنها عواقب أخطرها سقوط شهداء جدد.
قبل 5 أيام شهدت مدينة المحلة الكبرى أغرب طريقة لتفكيك عبوة ناسفة.. التفكيك أقرب لأعمال الميكانيكا فى جسم سيارة، وبعيد تمامًا عن الإجراءات الاحترازية للتعامل مع أى عبوة، رجال المفرقعات يتعاملون مع بعيد، باستخدام عصا خشبية فى نهايتها «خطاف حديدى»، ويحاولون بكل جهد فصل أسلاك القنبلة.
راجع معى الأسئلة الطبيعية للتعامل مع أى قنبلة، هل يوجد كلب بوليسى للتحقق من العبوة الناسفة؟ والإجابة لا.. هل يرتدى رجال المفرقعات البدلة الكاملة وقوفًا لكل إجراءات الأمان الاحترازية وقت التعامل مع العبوة الناسفة؟ والاجابة لا.. هل فرض رجال الأمن كردونًا أمنيًا على محيط القنبلة بمسافة كافية لحماية المواطنين والمارة حال وقوع أى عواقب سيئة لا قدر الله؟ والإجابة لا، بل المواطنون كانوا على مسافة أقل من 10 أمتار من موقع القنبلة.. هل استخدم رجال الأمن أى جهاز للكشف عن المفرقعات أو أى وسيلة علمية جديدة لتفكيك العبوة الناسفة؟ والإجابة لا.. استخدموا العصا الخشبية ذات الخطاف الحديدى.
تخيل أن كل الأسئلة الطبيعية لحماية رجل الأمن نفسه وقت التعامل مع القنبلة انتهت بإجابات سلبية، إجابات تحمل معها خطرًا على ضابط الشرطة قبل المواطن، إجابات تحمل معها شهادة وفاة تنتظر كتابة أى اسم بها، إجابات تحذر من تكرار وقوع مشهد الاتحادية من جديد وسقوط شهيدين من رجال المفرقعات وقت تفكيك العبوة، إجابات تحمل معها علامات استفهام عن عشرات الكلاب البوليسية الجديدة، وبدل المفرقعات التى تم شراؤها وكيف تم توزيعها، ولماذا محافظة كبيرة كمحافظة الغربية ومدينة مهمة كمدينة المحلة الكبرى لم تنل نصيبها من الأجهزة الجديدة.
إلى صانعى القرار بوزارة الداخلية، شاهدوا فيديو تفكيك العبوة بالمحلة، ادرسوا أخطاءكم جيدًا، لا تكرروها حفاظًا على أرواح أبنائنا من رجال الشرطة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة