وصلتنى هذه الرسالة الصادمة من الأستاذة نرمين رمضان التى تدرس فى إيطاليا، لوضع القارئ فى الصورة، قبل وزيرى الآثار والثقافة «أكتب إليك الآن من أحد فنادق العاصمة الإيطالية روما، لست هنا للسياحة، ولكنى أسعى للحصول على «درجة الماجستير» فى «آليات استخدام أحدث التقنيات التكنولوجية فى صيانة وترميم الآثار» من خلال منحة متواضعة.
.. تسألنى لماذا أكتب إليك طالما أنا سعيدة بإنجاز تلك الدراسة؟؟.. ببساطة لأنى أعانى فى تلك العاصمة الباردة من أزمة، فأنا الآن بلا سكن ولا مأوى لاستكمال دراستى، وعندما توجهت للأكاديمية المصرية للفنون طلبا للعون باعتبارى طالبة مغتربة، لم أجد سوى التجاهل، ولم يتم التعامل مع قضيتى بشكل جاد، ناهيك عن سوء التعامل وعدم الاكتراث بما أقول. ثانيا: رغم كونى موظفة بوزارة الآثار المصرية إلا أن وزارتى الكريمة لم توافق على منحى إجازة علمية مما دفعنى لتقديم إجازة بدون مرتب، والسؤال: من أحق بأخذ الإجازة العلمية وما هى شروط الحصول عليها؟، هل هناك أحق من واحدة تسعى للحصول على درجة علمية فى تخصص مهم تحتاجه بلدى؟، وتعانى فى الغربة من أجله؟
والسؤال الذى أبحث له عن إجابة: لماذا؟، رغم الآمال العظيمة التى حلمت بها مع القيادة الجديدة، استيقظت من ذلك الحلم على كابوس اللامبالاة من قبل وزارتين، كل منهما ترمى المسؤولية على الطرف الآخر، إنها سياسة الأيادى المرتعشة، وزارة الآثار ووزارة الثقافة تسيران على نفس النهج القديم، الذى لا يعتنى بقيمة المواطن وآدميته والاهتمام بقيمة العلم وطلابه.