لم أسلم من ألسنة ميليشيات الإخوان الإلكترونية منذ عملى بالصحافة والإعلام.. أذكر وأنا طالب فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، كنا نقيم معارض يوم الأرض الفلسطينى، ومعنا رموز اليسار والناصريين والليبراليين، وكان الإخوان دائما على الجانب الآخر منا ينظرون إلينا بعداء، وذات مرة طلبت مناظرة مع أحدهم، وتحمس أستاذى الدكتور فاروق أبو زيد رئيس قسم الصحافة - حينذاك - العائد من أمريكا ليبراليا قحاً للفكرة، وكان رائد اتحاد الطلبة، وعقدت المناظرة فى أكبر قاعه بكلية الإعلام، ولم يمر اليوم بسلام، زحف الإخوان من كل فج وحسب مبدأ السمع والطاعة (إجمع فى المكان)، وبطريقة القطيع كله يجمع، وملأوا القاعة، وأخذوا يرددون شعارات تحمل السب والتكفير لشخصى وبعد المناظرة، وضعونى على قوائم التعذيب والتجريس، كنت رئيس فريق المسرح بالجامعة، وأقدم مسرحيات شكسبير ونجيب سرور ومحمود دياب ويسرى الجندى، فكفرونا وحطموا المسرح، ولم نكن نعرف وقتها النت والمواقع والفيس بوك، كانوا يطبعون منشورات تكفر كل المعارضين لهم فكرياً وسياسيا، وبالمرة الممثلين والرسامين والموسيقيين من طلاب النشاط، أما التجريس والإيذاء النفسى، فكانوا يستخدمون فيه الحرب النفسية، ومنها إطلاق الشائعات مثل فبركة إشاعة أن كل الطالبات المشتركات فى مسرح الكلية ظهرت عليهن بوادر الحمل، لأنهن فى علاقات غير شرعية مع الطلاب فى فريق المسرح أو الموسيقى وانتلقت الشائعة فى الكلية كالنار فى الهشيم، وأدى الأمر أن كل الطالبات غادرن الفريق خوفاً من الفضيحة، رغم أن هناك آيات دينية تحرم الخوض فى الأعراض وهو من الكبائر، وليس من باب المزايدة الدينية أن أقول إن معظم من كان يعمل فى المسرح بالكلية كانوا يقيمون الصلوات جماعة فى مواعيدها، وربما كانوا أكثر إيمانا وقربا من الله من الإخوان والسلفيين فى الكلية، المقصود أن حروب التشهير الإخوانية قديمة جدا وهم يمارسون كل الموبقات فى السر، وكنت أعلم عن كوادرهم الكثير، وهم يعانون من فصام رهيب، أحدهم كان يحرم المصافحة باليد على زميلته، ويسهر للفجر يشاهد أفلاما عارية (بورنو) وطبعا هم يمارسون (التقية) أى الكذب، وإظهار غير ما تبطن للمصلحة، ومبدأ تشويه الخصم واغتياله معنويا، إحدى أدواتهم العتيقة المتجددة وهذا ما يفعلونه على الفيس بووك والمواقع فى العالم الافتراضى، بل وصل الأمر لفبركة حملات تشويه منظمة للخصوم، وقد أسس خيرت الشاطر ميليشيات إلكترونية من ثلاثة آلاف كادر، تعمل حتى الآن، وإن كان بعضها انتقل إلى قطر وتركيا، لكن سعير عملها يقطر سما وغلا فى كل أنواع الميديا، شئ من هذا حدث مع زيارة السيسى إلى أمريكا عندما وقف عدة أشخاص فى مطار (جون كندى)، ورفعوا علامة (رابعة) فى وجه الإعلاميين وهاجموهم وهددوهم بالقتل، ثم قاموا ببث الفيديو تحت عنوان هروب إعلاميى الانقلاب الجبناء، انظر لألفاظ الإخوانى ومفرداته فى الفيديو، وهل سبه لأم الإعلامى بألفاظ لا تقال إلا فى علب الليل، يمت للإسلام بصلة ثم ما ذنب الطفلة التى ارتدت علامة رابعه فى الفيديو، لكى تسمع هذه المفردات من فم هذا الإخوانى، للأسف لقد درب فايرس التدنى وانهيار الأخلاق الإخوان وغيرهم من النشطاء، وما يسمون أنفسهم بالثوريين، وانفجر الفضاء الإلكترونى بمواسير الصرف الصحى، ومن بين الناشطين فى هذا الفضاء أحد الكتاب الذى كتب مقالاً يتضمان عنوانه مفردة (قبيحة) تشير إلى الملابس الداخلية وللأسف ذكر شيئاً عن ابنته فى بدايه المقال، ولم يسأل نفسه ماذا ستقول ابنته عندما تكبر وتقرأ مقالاته..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة