أكرم القصاص

إخوان داعش

الجمعة، 26 سبتمبر 2014 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الصعب استيعاب الشكل الذى ظهر عليه مؤيدو الإخوان فى الولايات المتحدة، وكونهم ظهروا فى كل المشاهد التى ظهروا بها وهم يطاردون المصريين ويوجهون شتائم للصحفيين والإعلاميين، كنا أمام بلطجية وقطاع طرق، ربما لو لم يكونوا أمام البوليس، لقتلوا مواطنيهم، وبدا هؤلاء البلطجية بنفس هيئات زملائهم الذين يفجرون ويقتلون ويلقون المولوتوف. ومهما كانت درجة الخلاف مع هؤلاء المصريين كان التصور أنهم يعيشون فى مجتمعات ديمقراطية يريدون التعبير عن رأيهم وتوصيل رسالة ما للآخرين أنهم أصحاب قضية مهما كان الخلاف حولها، يسعون لإقناع غيرهم بوجهات نظرهم، فإذا برسالتهم تتضمن كل أشكال الفظاظة والعنف والبذاءة.

تصدمك أشكالهم وهيئاتهم وهم يصرخون ويشتمون ويتنططون بينما نفس البلطجية يبدون فى كامل الأدب أمام عسكرى أمريكى، وظهر البلطجى مثل الفرخة وهو يقول للجندى: «حفظ الله أمريكا بلد الديمقراطية». كان الجندى يطلب منه الانصراف بعد انتهاء مدة التظاهر حسب التصريح الذى حصل عليه، نفس المتظاهر الذى يحترم قانون أمريكا يلقى المولوتوف فى مصر، ويرفض قانونا ينظم حريته.. اللافت أن الإخوان على مواقع التواصل فى كثير مما يكتبوه نفس الفجاجة والشتائم والعنف اللفظى فضلًا عن إدمان الشائعات والأخبار الكاذبة، وهى طريقة تسىء إليهم أكثر مما يسىء إليهم أعداؤهم.

بل إن هذه الطرق هى نفسها التى كانت تميزهم أثناء وجودهم فى السلطة، وهى التى كشفت عن اختلال ما فى التركيبة العقلية لهؤلاء «المحقونين عقليًا»، ممن يبدون كأنهم آلات تتحرك بالريموت كنترول، لا فرق هنا بين رامى المولوتوف فى الشارع أو الجامعة، وبين كائن يفترض أنه يعيش فى مجتمع ديموقراطى، هو نفسه يمدح ديموقراطيته، وهو مديح يبدو نوعًا من التقية، يكشف عن الجبن المتجذر داخل أعضاء هذه التنظيمات المغلقة. التى ترى الآخرين بمثابة العدو.

ومن يصدمه سلوك أنصار الإخوان فى الشارع أو التواصل الاجتماعى سوف يجد نفس الطريقة مع أغلب التنظيمات المتعصبة والمتطرفة، والخلاف هنا فى الدرجة وليس فى النوع، مع أن بعض أعضاء داعش ولدوا وترعرعوا فى أوروبا وفى دول ديمقراطية، ومن فئات اجتماعية متوسطة، حصلوا على تعليم مميز، ومع هذا انتظموا فى تنظيمات إرهابية بل أن الغرب حاليًا أصبح مصدوما من أبنائه الذين نشأوا فى مساحة من الحريات يكرهون مجتمعاتهم، ويريدون تدميرها، وأعطوا فرصة لاتهام الإسلام بأنه الفرق الوحيد. بالطبع الإسلام برىء، لكن هؤلاء الارهابيين والمتعصبين يسيئون للإسلام باسم الدين. فى أمريكا وداعش وما يستجد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة