تامر السعدنى يكتب: ورحل تاجر السعادة

"أنا بابا يلا" أول إفييه مشهور للفنان القدير الراحل خالد صالح فى فيلم "تيتو" الذى كانت من بعده انطلاقاته المبدعة فى عالم السينما والتلفزيون، رحل عنا من رأينا فيه حلم استرجاع زمن الفن الجميل الهادف وليس الفن المسف الذى أصبح هو سمة السينما المصرية الآن، رحل المبدع قبل أن يُكمل ما كان يتمناه للسينما المصرية بل ولمصر أيضاً، فقد كان الراحل المبدع معروفا بحبه الشديد لمصر وثوريته النقية، وأيضاً قلبه الطيب والعامر بالخير فقد كان مشهورا وسط أصدقائه وزملائه فى الوسط الفنى بالأخلاق العالية والطيبة الحادة والقلب الرقيق يذكر له أنه ترك تكريمه فى مهرجان أبو ظبى ليحضر افتتاح مستشفى السرطان للأطفال فى أسوان.

وكان دائم التردد على الجمعيات الخيرية، ويقدم لها كل ما يستطيع، كم كنت جميلا صاحب مشاعر رقيقة فياضة، رحل عنا صاحب السعادة وهو لم يتم عامه الخمسين، وترك لنا القليل من أعماله الرائعة، فلم يقدم لنا الفقيد الكثير من الأفلام والمسلسلات، لأنه بدء عمله الفنى فى مطلع الثلاثينيات، فكانت أعماله قليلة، ولكنها جميعها رفيعة وقيمة المستوى، وكانت من أهمها "هى فوضى" و"تاجر السعادة" و"فبراير الأسود" و"تيتو"، وغيرهما من روائع إبداعاته، وكانت آخر أعماله فيلم "الجزيرة2" مع السقا، وبعدها رحل عنا صاحب السعادة، كم أفتقدك وكم يفتقدك الجمهور المصرى كله، فى رعاية الخالق يا أجمل فنان وإنسان عرفه الفن المصرى.

رحم الله المبدع والخلوق خالد صالح، ويلهم أهله ومصر كلها الصبر والسلوان وأدخله فسيح جناته.