د. عبد الله المغازى

ملفات وقضايا شائكة.. نظافة نهر النيل مشروع قومى

الجمعة، 26 سبتمبر 2014 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النيل هو هبة مصر والمصريين ولا مانع من المقولة الشهيرة للمؤرخ هيرودوت (مصر هبة النيل)، ولو أنى معترض عليها لأن نهر النيل العظيم رغم أنه يمر فى دول كثيرة لكنه لم يشهد حضارة عظيمة بحجم الحضارة المصرية القديمة، مع كل التقدير والاحترام لشعوب ودول النيل الشقيقة.

ولعظم نهر النيل قديما كان المصريون القدماء يعتقدون أن الميت عندما ينتقل للبر الغربى، حيث عالم الخلود سيقسم أنه لم يلوث مياه النيل؛ وهو ما يوضح الإيمان العميق للحضارة الفرعونية بنهر النيل.. ورغم أن الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام تحض على النظافة وأنها جزء من العقيدة والأيمان لكن بكل أسف يعانى نهر النيل أشد المعاناة، بسبب الأحفاد ولا أعلم هل يستمتع أحفاد المصريين القدماء بقتل أنفسهم بأنفسهم بتلويثهم نهر النيل الذى هو ريان الحياة، بل هو كل الحياة لهم.. حقا إنه أمر لا يصدق.

ويجب على كل المصريين أن يسألوا أنفسهم ماذا يحدث لو حافظوا على نهر النيل؟.. إذا حافظنا على نهر النيل من التلوث هذا معناه أن المياه والطعام سوف يكونان غير ملوثين وتنتهى 40% من أمراض المصريين من الفشل الكبدى والكلوى والسرطان وغيرها، ويبقى لدينا نهر نظيف كما يحق لكل المصريين أنهم يتمتعوا بهذا النهر العظيم، وبحيث لا يقتصر هذا الحق على فئات بعينها فقط مثل الأندية المختلفة لأصحاب المهن وغيرهم.

إن نظافة نهر النيل والاهتمام به ومنع تلوثه بمخلفات المصانع والصرف الصحى وإلقاء "القاذورات" هو بحق يجب أن يكون (مشروع مصر القومى)، ويحتاج إلى المؤسسات الكبيرة مثل القوات المسلحة ووزارة الزراعة ووزارة الرى والبيئة والإسكان والمحافظات كل فى مكانه ليصبح لدينا نهر نظيف تماما.

ولذلك هذه القضية أضعها أمام المسئولين فى ظل الأوضاع الصعبة التى تحيط بملف نهر النيل بداية من دول الجوار ودول المصب، وبناء سد النهضة الإثيوبى والذى إن تم سوف يكون "مشكلة كبيرة" على الشعب المصرى بمعنى الكلمة، وإن غدا لناظره لقريب، وعام 2017 ليس منا ببعيد، هذا من جهة الخارج ومدى هى معوقات هذا الملف.. وأما من جهة الداخل السؤال ماذا فعلت الدولة لنهر النيل؟

وفى النهاية نضع الحل أمام الجهات ذات الصلة لإنقاذ ما تبقى من نهر النيل:
1- البدء الفورى فى مشروع قومى ينفذ خلال عامين لمنع الصرف الصحى والصرف الصناعى وإيجاد الحلول المناسبة لها .
2- إقامة مواسير ضخمة أشبه بنظام الترع المغطاة، وذلك لمنع إلقاء المخلفات والصرف الصحى بالترع.

إذا لم تستيقظ الدولة من سباتها العميق وتبدأ فى تنفيذ مشروعاتها العملاقة لحماية سبب حضارتها وقيامها وسبب استمرارها - أنا لا إبالغ - نهر النيل هو سبب استمرار الدولة المصرية على ضفافه حتى تاريخه، ولن يهدأ لى بال حتى أرى بعينى ماذا فعلت الدولة من أجل الحفاظ على النهر الخالد نهر النيل.. حمى الله مصر وشعبها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة