لا يزال حلم تنمية منطقة المثلث الذهبى بالصحراء الشرقية المصرية يداعب عقول جميع المصريين، والذى يبلغ مساحته 6 آلاف كيلو متر مربع تحوى أراضى خصبة صالحة للزراعة ومصادر مياه جوفية وسطحية، ومناطق سياحية تصلح أن تكون مزارات طوال العام، وكنوز وثروات من ذهب وفسفور وغيرها من الثروات المعدنية التى تملأ باطن الأرض.
موقع المثلث الذهبي بمحافظتي البحر الأحمر وقنا
وازداد الحلم بريقا بعد تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة حول التوجه لتنفيذ المشروع، والبدء فعليا فى ذلك بعد لقاء رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بالعالم المصرى الدكتور فاروق الباز لمناقشة جوانبه وكيفية تنمية الثروة الزراعية به.
موزايك من المرئيات الفضائية نوعية ETM+ يغطي منطقة الدراسة، ويفصل الخط الأفقي
الدكتور ممدوح عابدين، رئيس شعبة التطبيقات الجيولوجية والثروة المعدنية بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد أعد تقريرا بالخرائط حول تنمية منطقة المثلث الذهبى بالصحراء الشرقية المصرية، يتضمن قاعدة بيانات رقمية تضم الموارد الطبيعية ومقومات التنمية باستخدام بيانات الأقمار الصناعية، وأجهزة القياس المعملية والحقلية حول المقومات التضاريسية للمنطقة ومصادر المياه والأماكن الصالحة للزراعة من أجل مساعدة المخططين فى مجال التنمية المستدامة للمنطقة.
المقومات التضاريسية لمنطقة المثلث الذهبى..
قال التقرير إن هذا الجزء يتميز بشدة تعقده وتموجه مع ارتفاعه الشديد بالنسبة لمستوى سطح البحر، حيث يحتوى على جبال البحر الأحمر، وقد تطورت ملامح ومعالم هذه المنطقة نتيجة للتأثير المتداخل والمترابط بين كل من العمليات الداخلية، والعوامل الخارجية، وقد قسمت هذه المنطقة إلى عدة وحدات جيومورفولوجية أولها نطاق السهل الساحلى ويشغل الأراضى المنخفضة الممتدة فى موازاة جبال البحرالأحمر، أو هو الشريط المتاخم للبحر الأحمر إلى خط كنتور200متر، ويتميز باتساعه، ويتألف هذا النطاق من تكوينات تنتمى فى معظمها إلى الزمن الرابع، ويغطى سطح النطاق الرواسب النهرية وسهول الغسل Outwash plain، والتى تمتد كمسطحات من الحصى والرمال الخشنة خفيفة الانحدار، والتى تأخذ أشكالا شبه مروحية، بالإضافة إلى المراوح الفيضية سواء كانت منفردة أو ملتحمة، وهى التى يطلق عليها البهاد، ويمكن استغلال ذلك النطاق فى التنمية البشرية من إقامة القرى السياحية على خط الشاطئ، وإقامة التجمعات السكانية لظهير ميناء سفاجا على الناحية الأخرى (الغرب) توجد المنطقة المستوية، وتبدأ من الضفة الشرقية لنهر النيل عند مدينة قنا وحتى خط كنتور200متر، والتى يمكن استغلالها فى النشاط الزراعى للجزء المتاخم للنيل، وزراعة حدائق أشجار الفاكهة كلما اتجهنا ناحية الشرق داخل منطقة الدراسة وهى آلاف الأفدنة.
مجموعة من المرئيات الفضائية نوعية ASTER تغطي منطقة المثلث الذهبي وحدود منطقة الدراسة
مصادر المياه
تتراوح مصادر المياه فى منطقة المثلث الذهبى بين المياه الجوفية والمياه السطحية وبعض خطوط (أنابيب) المياه، حيث تمثل المياه الجوفية موردًا مهمًا للمياه العذبة وتتعاظم أهميتها كونها المصدر الأساسى فى صحارى مصر، وتوجد خزانات المياه الجوفية فى صخور المثلث الذهبى مرتبة من الأقدم للأحدث.
موزايك من المرئيات الفضائية نوعية ASTER تغطي منطقة المثلث الذهبي وحدود منطقة الدراسة
أولها خزانات صخور القاعدة المتشققة لعصر ما قبل الكمبرى، كما فى الجزء الشرقى والأوسط للمنطقة، ورسوبيات الصخور الفتاتية (الحجر الرملى النوبى) من العصر الكربونى حتى الكريتاوى العلويفى أقصى الشرق وأقصى الغرب وتوجد هذه المياه الجوفية فى وادى قنا ووادى لقيطة والقصير ومنطقة النخيل غرب القصير، وفى وادى عسل جنوب القصير وسفاجة، حيث إن وادى لقيطة يحتوى على 163- 1500 م3/ اليوم فى الحجر الرملى النوبى على عمق 20– 592م وفى وادى قنا الإمكانيات تتراوح بين 345 إلى 3240م3/اليوم على عمق بين 390 – 592م.
وتوجد المياه الجوفية فى الجزء العلوى من القشرة الأرضية، والذى يعرف بمنطقة الشق الصخرى وينقسم إلى نطاقين هما نطاق التهوية ويشمل الجزء العلوى من منطقة الشق الصخرى، حيث تمتلئ معظم الفراغات الصخرية فيه بالهواء ويحتوى جزئيا على بعض الماء ونطاق التشبع ويلى نطاق التهوية إلى أسفل، وفيه تكون مسامات الصخور مملوءة كلياً بالماء ويطلق على المياه الجوفية الموجودة فى هذا النطاق اسم المياه الأرضية، ويعرف السطح العلوى لنطاق التشبع باسم منسوب الماء الأرضى.
خريطة جيولوجية لوادي قنا
وتتمثل مصادر المياه الجوفية بمنطقة الدراسة فى الآبار، وقد وصل عدد الآبار بمنطقة الدراسة إلى 35 بئرا عام 1997 وتنوعت مابين آبار محفورة آلياً، وآبار محفورة يدوياً، حيث يبلغ عدد الآبار المحفورة آلياً 14 بئراً، وتتوزع بصورة غير منتظمة بمنطقة الدراسة فيتركز وجودها بالمنطقة الساحلية بشرق منطقة الدراسة وبخاصة فى بطون أودية قويح، الذى يضم 5 آبار منها، وادى سفاجا ويضم 3 آبار، أما باقى آبار المنطقة فيتوزع ما بين 3 آبار بوادى فطيرة فى شمال منطقة الدراسة، ووادى أم حاد جنوب غرب منطقة الدراسة ويتراوح عمق الماء بالآبار المحفورة آليا ما بين 5.1 متر بوادى سفاجا و5.92 مترًا أو متدفقة بالجنوب الغربى لمنطقة الدراسة، كما يعتبر التركيز الكلى للأملاح الذائبة من أهم العوامل المحددة لصلاحية المياه، ويتراوح التركيز الكلى للأملاح الذائبة بمياه الآبار الآلية بمنطقة الدراسة 413.26 جزء فى المليون بوادى فطيرة، و14424.20 جزءًا فى المليون بوادى البارود، حيث إن تزايد التركيز الكلى للأملاح الذائبة بآبار المنطقة الساحلية بمنطقة الدراسة، بينما يقل بآبار بطون الأودية، التى تنحدر ناحية الغرب ويتراوح العمق الكلى للآبار مابين 5.4 متر، و592 متراً.
خريطة القصير الجيولوجية
أما بالنسبة للآبار المحفورة يدوياً فيبلغ عددها 21 بئراً، يتركز وجودها بالجانب الغربى من منطقة الدراسة ليصل عددها 15 بئراً بحوض وادى قنا، أما الجانب الشرقى (المنطقة الساحلية) فيتوزع بمعدل بئرين بوادى قويح، وبئرين بوادى سفاجا، وواحد بوادى البارود. ويتراوح عمق الماء بالآبار المحفورة يدوياً بمنطقة الدراسة ما بين 0.86 متر فى بئر وادى أم حاد، و6.55 متر، أو متدفقة بوادى فطيرة ويتراوح التركيز الكلى للأملاح الذائبة بمياه الآبار اليدوية بمنطقة الدراسة 249.87 جزء فى المليون بوادى فطيرة، و19707.30 جزء فى المليون بوسط وادى فطيرة، أما من حيث العمق الكلى للآبار فيتراوح بين 2.44 متر، و6.55 متر.
خريطة وادي البرامية الجيولوجية من إنتاج المساحة الجيولوجية المصرية
الأمطار السطحية
وبالنسبة للمياه السطحية فتعتبر الأمطار المصدر الوحيد للمياه السطحية فى المنطقة بعيداً عن نهر النيل، وتمثل مصدرًا من مصادر الخير إذا أحسن حجزها وتخزينها ثم استخدامها، كما تمثل مصدراً من مصادر الخطر، إذا ما أسىء استخدامها.
الخرائط الجيولوجية الثلاث المستخدمة موقعاً عليها حدود منطقة المثلث الذهبي
وللاستفادة من مياه الأمطار وتلافى مخاطر السيول، يجب دراسة أحواض الصرف السطحى، وتتمثل أحواض التصريف فى "الأودية الجافة" تعتبر دراسة أحواض التصريف دراسة هامة، نظراً لما تشكله هذه الأحواض من إمكانية استقبال مياه الأمطار خاصة فى زمن العواصف والتدفق المفاجئ عبر وديانها، التى تحمل المياه فى مواسم الربيع والخريف.
مجسم يوضح نطاقات المياه الجوفية والسطحية
كما وضع المشروع مخططا لنظام الصرف فى البحر الأحمر، ويشتمل على تلك الأحواض الواقعة إلى الشرق منخرط تقسيم المياه الرئيسى، والتى تصب مباشرة فى البحر الأحمر، ويختلف نظام الصرف فى البحرالأحمر عن النظام النيلى، حيث يتميز بانحداره الشديد ومساحتها الصغيرة، ومن الأحواض، التى تنحدر تجاه البحرالأحمر (من الشمال إلى الجنوب، حوض وادى البارود وحوض وادى أم تاغر وحوض وادى أبو أصالة وحوض وادى قويح حوض وادى العمبجى وحوض وادى جاسوس، حوض وادى سفاجا
أحواض وخطوط الصرف السطحية ومواقع ونوعية الآبار المحفورة بمنطقة الد ارسة
نطاق الجبال بمنطقة المثلث الذهبى
سلاسل جبال البحر الأحمر تمتد فى موازاة ساحل البحر الأحمر فى محور "شمالى غربى- جنوبى شرقى" والممتدة بالقرب من خط الساحل وتكاد أن تغلقه وخاصة عند مدينة سفاجا. وتمتد هذه الجبال فى سلسلة غير متصلة مستقيمة تقترب من ساحل البحر الأحمر كلما اتجهنا جنوبا، وتنفصل هذه الجبال على هيئة سلسلة يفصل بينها الأودية المنحدرة ناحية البحر، حيث لقيت الصدوع القلزمية والمتوسطية دورها فى تقطيع ومساعدة الأودية فى شق مجاريها بين الكتل الجبلية.
بيانات الآبار المحفورة بمنطقة الدراسة
وتظهر آثار التعرية المائية على السلاسل النارية فى وجود كتل جبلية مرتفعة وتظهر بشكل فجائى نحو السهول والأودية، وتظهر قممها حادة وضيقة تقطعها أخاديد سيلية وعرة تملؤها الجالميد Boulders الهابطة من أعلى بواسطة عمليات الانهيار الأرضى المختلفة، كما توجد عند حضيض الكثير من تلك الكتل الجبلية برك مياه مؤقتة تتكون عقب عواصف رعدية، كذلك توجد بعض الينابيع بين الكتل الجبلية وعند حضيضها.
عمق الماء بآبار منطقة الدراسة
ومن الخوانق، التى تقطع تلك الكتل الجبلية "خانق البارود" قرب سفاجا، يتراوح اتساعه ما بين "50 مترا -120 مترا" ويتميز بشدة انحداره، وكثيرا ما تبدو فى صورة جروف تطل على قاع الخانق بأكثر من "600 متر" وتنحدر نحوه مجارى أودية سيلية شديدة الانحدار.
وتمثل سلاسل جبال البحر الأحمر المقسم المائى الرئيسى فى هذه المنطقة والتى تنحدر عليها مياه الأمطار منصرفة إلى نظم صرف مختلفة، وهذه النظم التصريفية "الحوضية التصريفية" منها ما يتجه شرقا تجاه البحر الأحمر مثل أودية البارود، سفاجا، جاسوس، أبو شجيلى، قويح، بينما يتجه نظام الصرف الغربى تجاه وادى النيل ومنها تلك الروافد الفرعية الشرقية لحوض وادى قنا الرئيسى: مثل وادى أم سليمات، وادى القرية، وادى فطيرة، وادى حماد، وادى المرو، وادى حمامة، وادى الأطرش، حيث تتميز صخور المركب القاعدى بكثرة صدوعها وفواصلها، مما أدى إلى ظهور العديد من الأودية والمجارى، والتى عادة ما تشكلها مياه غربا مكونة نظما صرفية الأمطار لتنحدر تجاه البحر مكونة شبكة معقدة من أحواض الصرف.
درجات تركيز الاملاح الكلية بآبار منطقة الدراسة
منحنى بياني يوضح درجات احتمالية السيول بأحواض منطقة الدراسة
نموذج الارتفاع الرقمي يوضح تضاريس منطقة الدراسة
درجات الانحدار بمنطقة الدراسة
موضوعات متعلقة..
"محلب" يعرض على "فاروق الباز" المشاركة فى مشروع المثلث الذهبى
"محلب" يعرض على "فاروق الباز" المشاركة فى مشروع المثلث الذهبى
بعد لقاء "محلب" بـ"فاروق الباز" لإحياء "المثلث الذهبى".. ننفرد بنشر خرائط لتفاصيل ومقومات المشروع.. 35 بئرا وبركا وينابيع تملأ الجبال.. وأودية لتخزين السيول وآلاف الأفدنة لكل أنواع الزراعات
السبت، 27 سبتمبر 2014 06:04 م
جانب من لقاء محلب بفاروق الباز
كتب محمد محسوب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة