يختلف خالد صالح عن الآخرين، هو متحصن طوال الوقت خلف ابتسامته الصافية وطيبته، تأخر فى الوصول إلى الناس لأنه كان مشغولا بالحياة، ولكنه عندما وصل جلس وتربع فى قلوبهم، هو واحد من الأهل، هو الصديق الذى تتمنى أن تراه عندما تتمنى أن تجلس إلى صديق ولا تتحدثان فى شىء، خالد صالح قطع عمره يتهجى الألفة ويساعد المحزونين، يرتبك أمام الضعفاء، ويسأل عن أحوالهم من بعيد، عندما عرفنى به صديقى حسن الوزير سنة 1995 وأنا أنتظر منه طوال الوقت مفاجآت سارة، ولم يخذلنى، كانا يستعدان لطقوس الإشارات والتحولات لسعد الله ونوس التى أعتبرتها من أجمل المسرحيات التى شاهدتها، أنت أمام ممثل يحب الناس ويعرفهم، لم تغير النجومية من طريقته فى المشى، نجاحاته مع صديقى خالد الصاوى وصبرى فواز كانت نجاحات لمعان غائمة اتضحت معالمها معهما.
خالد صالح له طلة العائد من السفر، احترف التمثيل فى السادسة والثلاثين وأنجز فى ستة عشر عاما مشروعا فنيا مذهلا، لم يوقفه عن العمل غير المرض فى فترات متقطعة، فى السينما ارتبط اسمه بالتجارب الشابة، كانت صورته على الأفيش ضمانة للجودة، فى وقت قياسى استطاع أن يغير فى خريطة الدراما التليفزيونية، كان مرحبا به فى كل البيوت لأنه لم يكن غريبا، هو واحد من الناس بملامحه المألوفة ونبرة صوته الدافئة، هو من الذين تلتقيهم على فترات متباعدة، ولكنك تعرف أنه يزرع الخير فى كل مكان، كان يدعم أنشطة فنية كثيرة بينها مهرجانات قومية فى الخفاء.. ألف رحمة ونور عليه.