محمد الدسوقى رشدى

المجرم محمد حسنى مبارك

الأحد، 28 سبتمبر 2014 10:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بتعصبك «ثورة 25 يناير»..
طيب: «ثورة 25 يناير.. ثورة 25 يناير.. ثورة 25 يناير..»
حينما يأتى أمامهم ذكر ثورة 25 يناير، بعض الناس تضطرب مؤشراتهم الحيوية، ما بين ارتفاع ضغط الدم وارتباك فى أداء الجهاز الهضمى والعصبى، وتزورهم ارتعاشة ليست بالخفيفة، ويصرخون أمام الكاميرات على طريقة الأستاذ أحمد موسى: «مؤاااااامرة.. هاااااااح».
نفس الناس يصابون بما يشبه فيروس الهيجان العصبى حينما تخبرهم بأن مبارك لم يكن سوى مجرم حكم وطنا لمدة 30 سنة ولم يتركه سوى بعد أن وصل به إلى مرحلة الخراب، ولم يكن ليتركه قبل الخراب التام لولا ثورة 25 يناير التى أنقذت مصر قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على يد مبارك وعصابة نجله جمال مبارك.
مبارك لم يكن سوى مجرم، ترى أنت أن فى ذلك تجاوزا لأن حال البلد فى عهده كان أكثر استقرارا، ولكنك لم تتدبر للحظة واحدة فى زيف هذا الاستقرار الذى لم يكن سوى جهاز حاضن يوفر من خلاله مبارك أجواء نمو كل شىء افترس هذا الوطن بمجرد سقوط مبارك، بداية من الساحة السياسية الخالية من أى كوادر ومرورا بسيطرة الإخوان والسلفيين على المشهد الثورى وانتهاءً بالتداعى السريع للأمن وباقى منظومة البنية التحتية.
تقول أنت إن مبارك حفظ مصر من الإخوان، بينما الواقع يقول بأن مبارك هو الذى ساهم فى تسمين ونفخ جماعة الإخوان، حينما قرر أن يطلق أجهزته الأمنية لإخصاء كل التيارات السياسية الأخرى وتخريب أحزابها ومحاربة صحفها ومنع انتشار مقراتها فى المحافظات بينما ترك للإخوان حرية التحرك فى الشارع تحت مظلة صفقات أمنية مقابل استخدامهم كفزاعة للبقاء، فرحل مبارك وترك لنا ساحة خالية إلا من الإخوان ليفعلوا بنا ما فعلوه.
تقول أنت إن مبارك حفظ مصر من الإرهاب والمتطرفين، بينما الواقع يقول بأن مبارك جفف منابع الأزهر وحارب كل الشيوخ المعتدلين، بينما ترك الساحة فارغة لشيوخ التيار السلفى المتطرف يسيطرون على المساجد ويفتتحون فضائيات تبث السموم فى عقول الناس، ويعبئون ملايين من شرائط الكاسيت تسللوا من داخلها إلى قلب كل منزل وأنبتوا بداخل كل بيت متطرفا تم استدعاؤه إلى ساحات رابعة والنهضة وسيناء حينما أطلقوا النداء لمحاربة الدولة.
تقول أنت إن مبارك حفظ لمصر ريادتها فى المنطقة العربية، بينما الواقع يقول إن السنوات الأخيرة فى حكم مبارك شهدت بيع تراث مصر السينمائى، وتفوق الدراما السورية على المصرية، وانتقال بؤرة الاهتمام السياحى إلى دبى، وهزيمة إعلام مصر كله أمام فضائية الجزيرة القطرية، وبروز تركيا كلاعب على الساحة الأقليمية.
تقول أنت إن مبارك خلق الاستقرار والأمان، بينما الواقع يقول بأن آلاف المصريين كانوا يعانون التعذيب داخل السجون، وعشرات الآلاف من المصرين يفقدون حياتهم فى وسائل مواصلات غير أمنة، ومئات الآلاف من المصريين تخرب بيوتهم ويجلسون بحسرتهم فوق أطلالها بسبب فيروس سى والسرطان الذى لم يجلبه لمصر سوى صفقات مبارك الفاسدة.
مبارك مجرم، هذا هو ملخص الوضع الحالى، تراه أنت بطلاً للحرب، بينما الواقع يخبرك أن نصا قرآنيا لم يخبرنا أن حرب أكتوبر تغفر لأصحابها ما تقدم من سيئ الأعمال والنوايا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة