أحد عشر شهيدا جديدا فى رفح، ولا يوجد حداد يليق بهم، ثوار مواقع التواصل الاجتماعى يتصيدون الحكايات ولا يفكرون فى أبناء الناس الطيبين الذين يموتون فى المعركة، المعركة الكبرى ضد الظلام الذى يتربص بك من كل جانب، لم يتأملوا صور الشهداء صغار السن الذين ذهبوا ويعرفون أن حياتهم فى خطر، الفاشلون والممولون من الخارج وصبية «كفلاء» الإرهابيين يأخذونك طوال الوقت إلى معاركهم هم، هم مطمئنون على مستقبلهم بدون عمل، كل وظيفتهم نشر الإحباط وتسميم المخيلة، يعرفون أن مرسى لن يعود، مرسى نفسه يعرف هذا وعمرو حمزاوى وفهمى هويدى، يعرفون أن الدولة المصرية أعصابها مشدودة، هم يضغطون عليها لكى تصاب بانهيار عصبى كامل يرضى ممولى الخراب.
أحد عشر شهيدا جديدا فى رفح والنخبة السياسية الخايبة لم تقف دقيقة حدادا على أجمل وأنبل شباب فى مصر، النخبة مشغولة بالتحالفات الانتخابية وشراء ملابس ملونة قبل الظهور فى التليفزيون، تذهب الصحف إلى مسقط رأس الضباط والجنود وتفرد صفحة أوصفحتين مع كل حادثة غدر، أما بقية الصفحات فكما هى، تطبيل للقرارات الحكيمة وإشادة ببعد نظر القادة ونجوم الفن والرياضة، أحد عشر شهيدا إضافيا وثوار الشرعية مشغولون بأغنية لعبد الحليم حافظ وطلة ياسر برهامى على المنبر ومبادرة العمدة، مشغولون بالمستشار الجبار ونفوذه المتنامى، القطفة الأخيرة من الشهداء لا تقل بهاءً، والمحللون يؤكدون أننا نجحنا، والضحايا هم الوحيدون الذين يقومون بعمل نبيل، ويدافعون عن الإنسانية فى معركتها ضد أعدائها، وعن مصر الحزينة التى لن يهدأ بالها إلا بالقصاص.