نشرت جريدة الأخبار اللبنانية تفاصيل لمحضر لقاء تم فى الدوحة جمع أبومازن، الرئيس الفلسطينى، وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، وأمير قطر تميم بن حمد، وحضر اللقاء موسى أبومرزوق، ورئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية التابع للسلطة، وصائب عريقات، وكبار رؤوس حماس.. كان هذا اللقاء- كما هو معلن- واحد من بين لقاءات عدة للأطراف الفلسطينية بسبب أزمة غزة وحربها الدائرة رحاها، ولست هنا فى معرض تحليل للوضع الفلسطينى الإسرائيلى القطرى المصرى السعودى، أو غيره من الأوضاع، لكننى هنا أتحدث عن فحوى اللقاء ودلالته لدىّ أنا المواطنة المحكومة دائمًا، والتى لم أكن يومًا حاكمة أو من بطانة الحكام.. المحكومون لديهم عادة تصور مسبق تقليدى فى أذهانهم عن اجتماعات القيادات السياسية والرؤساء والحكام، فهم يتصورون أنهم ناس مهمومون بقضايا الأوطان، وحين يجلسون فى مقابل بعضهم البعض يكون كلامهم جادًا وفخيمًا على الأقل ككلامهم أمام الكاميرات إن لم يكن أكثر جدية، ولكن الواقع غير ذلك فى أغلب الأحيان، لكن فى حالة اجتماع الأطراف الفلسطينية بالتحديد فى أثناء طحن الشعب الفلسطينى فى غزة سيتصور العامة أن الحديث سيكون جادًا وأبوالجد، لكن دعونى أولاً أنقل لكم عن جريدة الأخبار اللبنانية بعضًا مما جاء فى هذا الاجتماع، فأبومازن يشكو لأمير قطر ويقول: «حماس بدها تجننى، وبيدبروا انقلاب على السلطة، ومصور سى دى لمقاتليهم يضعون متفجرات فى نفق تحت بيتى، ويضحكون ويقولوا هذا لأبومازن»، فيرد موسى أبومرزوق «بعدك مصدق ها القصة»، ويقر أبومازن بأن استخباراته إضافة لاستخبارات إسرائيل أكدت له هذه الرواية، فيؤمّن حاكم قطر على كلامه قائلاً: «مادام مصدرك إسرائيل يبقى صحيح»!
فيرد مشعل بأن إسرائيل تحاول الوقيعة، ويطالب أبومرزوق، رئيس الاستخبارات الفلسطينى، بأن يتحدث، لأن أبومازن عصبى وراجل كبير، وكلما اتهم أبومازن مشعل وحماس باتهام، يرد مشعل مطالبًا بعمل تحقيق، وإن ثبت ما يقوله أبومازن يبقى له حق، وسيعتذر مشعل! وهذا جزء من الحوار كما نقلته الأخبار اللبنانية.
مشعل: موضوع الشريط، خلى ماجد فرج يجيبه ويحكى اللى عنده، وخليهم يشوفوا الشريط.
أبومرزوق: يا راجل هذه أنفاق ضد إسرائيل.
أبومازن: كيف ضد إسرائيل؟ فى التسجيل كانوا يقولون هذا اللغم لأبومازن.
أبومرزوق: يا أبو مازن كانوا بيهزروا معك.
أبومازن: هو هذا الكلام فيه هزار؟
مشعل: أنا قلت للعارورى إنه أخطأ أن يعلن ذلك، ولكن هو لا علاقة له بالموضوع.
أبومازن: لكن هو اللى طلع وقال الموضوع من عندنا.
مشعل: لم يكن عندنا معلومات، لكن الآن ثبت ذلك، شو المشكلة؟
أبومازن: المشكلة أنا أنكرت لأميركا وإسرائيل أن تكون حماس وراء العملية.
مشعل: وأنا ما كنت أعرف، والآن تبين أنها من حماس، أنت ممكن تلومنى أننا كقيادة فلسطينية لازم نلتقى ونقرر مقاومة شعبية فقط لا غير.
أبومازن: هذا حصل.
مشعل: اتفقنا بالشراكة، وهذا لم يحصل، لم نتفق بالشراكة.
أبومازن: لهون واصلة معى «إشارة إلى أنفه».
مشعل: ما هكذا تعالج الأمور، يا رجل أنت الرقم واحد فى الشعب الفلسطينى.
أبومازن: بدى أخلص من هذه القصة، بدى أخلص منكم ومن أميركا.
الأمير: طرحت نقطتين، خارطة طريق للمستقبل، أبو الوليد هل تجيب عنها؟
مشعل: أنا جاوبت سموكم عليها.
وخلاصة الأمر أنه بعد قراءتى لمحضر الاجتماع شعرت بأننى فى جلسة عتاب نسوان لامؤاخذة، يجلسون ليحكموا بين رجل وزوجته ومين الغلطان ومين له حق، وليس فى جلسة على مستوى رؤساء وزعماء وملوك يتحدثون فى وقت يباد فيه شعب على الأرض، ويجلس بعض ممن يتسببون فى إبادته فى الفنادق والقصور لا الخنادق والقبور، ولله الأمر من قبل ومن بعد، فإن كان أبومازن كما قال لهون، وأشار بيده إلى أنفه، من حماس، فكيف بشعب تحكمه حماس وتدفعه للموت باسم المقاومة ثم تأخذ المليارات تحت عنوان إعادة الإعمار.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة