"إسرائيل فى مصر" و"الاقتصاد الإسرائيلى بالمصرى" صفحات تل أبيب على "الفيس بوك" لتجنيد الشباب.. مصدر أمنى لـ"اليوم السابع" الصفحة مرصودة ونتابع جميع الأنشطة الإسرائيلية "المشبوهة"

الأحد، 07 سبتمبر 2014 10:23 ص
"إسرائيل فى مصر" و"الاقتصاد الإسرائيلى بالمصرى" صفحات تل أبيب على "الفيس بوك" لتجنيد الشباب.. مصدر أمنى لـ"اليوم السابع" الصفحة مرصودة ونتابع جميع الأنشطة الإسرائيلية "المشبوهة" وحدات التجسس الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعى
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تتوقف محاولات إسرائيل فى تجنيد الشباب العربى والمصرى والإيقاع بهم والتواصل معهم للحصول على معلومات بأبسط الطرق الممكنة، حيث تقوم الدولة العبرية بتدشين صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" بصورة مستمرة باللغة العربية وتطرح موضوعات للنقاش وتبث أخبار وتقارير هدفها جذب أكبر قدر ممكن من الشباب لمعرفة ما يدور فى عقولهم تجاه إسرائيل.

"إسرائيل فى مصر" و"الاقتصاد الإسرائيلى بالمصرى" هما صفحتان على موقع "الفيس بوك" مخصصة للمصريين تحديدا، يأتيان فى سياق مجموعة من صفحات التواصل الاجتماعى التى تطلقها تل أبيب باللغة العربية لاستهداف الجمهور العربى بصورة عامة والمصرى بصفة خاصة، وتلعب وزارة الخارجية الإسرائيلية وأجهزة الأمن والاستخبارات فى تل أبيب دورا كبيرا فى هذا الشأن، من أجل تأسيس كيان ووجود إسرائيلى بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعية، وعلى شبكة الإنترنت بصفة عامة وتجنيد عملاء لها ورصد توجهات الشباب فى المنطقة ومحاولة تحليل أفكارهم.

وبجانب الصفحتين السابقتين هناك "صفحات مشبوهة" أخرى تسعى لتحقيق الهدف نفسه، وهى صفحة المتحدث الرسمى باسم الجيش الإسرائيلى "إفيخاى أدرعى" الذى يتخطى عدد متابعيه من الوطن العربى 560 ألف مشارك وصفحة المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى " أوفر جندلمان" وصفحات "إسرائيل بدون رقابة" و"إسرائيل تتكلم بالعربية" التى تأسست لتكون صفحة الفيس بوك الرسمية باللغة العربية لإسرائيل ولتكون مصدر معلومات عن دولة الاحتلال وأيضا لجذب وتجنيد الشباب العربى.

وتسعى إسرائيل بشكل ممنهج، من خلال هذه الصفحات المكثفة التى تبثها باللغو العربية لاختراق الشباب العربى والمصرى بصفة خاصة، وإبهار المشاركين فى هذه الصفحات بأن إسرائيل دولة ديمقراطية ومتقدمة وتتميز بالتعددية، وصاحبة التاريخ والحق فى أرض فلسطين، وتتحدث تلك الصفحات "المشبوهة" الناطقة بالعربية، عن مساعدات إنسانية إسرائيلية فى مجالات عدة لدول العالم النامى خاصة الدول الإفريقية، خاصة فى الطب والزراعة، كما تبث صور وكتابات عن آثار إسرائيلية "مزعومة" لغرس فكرة أن الأراضى الفلسطينية التى قامت باحتلالها عام 1948 هى أراضى إسرائيلية وبالتالى تدمير عقول الآلاف من العرب ممن يشتركون فى هذه الصفحات.

ولا تخلو هذه الصفحات من بث بعض الأغانى باللغة العربية أو العبرية مترجمة للعربية لمطربين إسرائيليين، كحيلة منهم للتقارب مع الجماهير العربية وخلق بيئة للحوار مع هؤلاء الشباب الذين يقضون ساعات مطولة على شبكات التواصل الاجتماعى.

ومع اتساع دائرة استخدام شبكات التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" و"تويتر" وغيرهما من المواقع الاجتماعية تستمر دولة الاحتلال فى تدشين هذه الصفحات من وقت للأخر بل أنها أيضا تبث مواقع إخبارية وترفيهية باللغة العربية كموقع "المصدر" المتخصص فى الشأن الإسرائيلى وموقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" باللغة العربية وموقع قناة "I24" الإخبارية التى تبث بالعربية أيضا للتواصل مع العرب والمصريين بلغتهم وثقافتهم، مستغلة فى ذلك حالة الفضول لدى الكثير من الشباب العربى تجاه كل إسرائيل.

ويقف وراء صفحة "إسرائيل فى مصر" المسئولين بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة، حيث كشفوا بأنفسهم عن ذلك على متن الصفحة قائلين: "إنها صفحة فيسبوك مكرسة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والنمو الاقتصادى والصداقة بين إسرائيل ومصر"، وذلك ليكون الهدف المعلن منها هى تعزيز العلاقات الدبلوماسية لكن الخفى فى الموضوع إنها أصبحت صفحة جذب لعدد من الشباب اليأس ضعيف الإرادة ليبدوا إعجابهم بإسرائيل والسفر إليها وبالتالى يكونوا صيد سهل لعناصر المخابرات الإسرائيلية "الموساد" أو جهاز الأمن العام الداخلى "الشاباك".

اللافت للنظر فى الصفحة الإسرائيلية أن عدد المشتركين فيها وصل حتى كتابة تلك السطور 15997 مشترك، يتواصل بعضهم مع القائمين على الصفحة من خلال النقاش حول موضوع ما تطرحه الصفحة الإسرائيلية التى تتبع بالطبع وزارة الخارجية الإسرائيلية، ولكن لا تخلو الصفحة أيضا من الكثير من المهاجمين لإسرائيل وسياستها بالمنطقة.

ومن حين لآخر تبث السفارة الإسرائيلية بالقاهرة على الصفحة صورا لتهنئة بالأعياد الإسلامية فى مصر أو المناسبات اليهودية والتعريف بها كنوع من أنواع التواصل مع المشتركين، وكمحاولة لغرس صورة فى الأذهان تعبر أن إسرائيل دولة ديمقراطية ولا تمانع التحاور والنقاش مع أبناء دول الجوار المحيطة بها.

تأتى صفحة "الاقتصاد الإسرائيلى بالمصرى" أيضا على قائمة الصفحات الإسرائيلية التى تستهدف المصريين على موقع "الفيس بوك" حيث يبلغ عدد المشاركين فيها حتى الآن حوالى 10500 مشارك، وتبث بعض التقارير الاقتصادية ومعلومات عن التبادل التجارى بين البلدين، حيث يقوم عليها طاقم السفارة الإسرائيلية بالقاهرة أيضا.

وعرفت السفارة الإسرائيلية الصفحة بأنها أنشئت من أجل تعزيز وتقوية العلاقات بين إسرائيل ومصر، حيث أطلقتها بالتزامن مع احتفال دولة الاحتلال بيوم قيامها الـ 65 السابق، وهو يوم نكبة عام 1948، كما أشار القائمين على الصفحة إلى أنها صفحة تلقى النظر أيضا على الاقتصاد والتكنولوجيا الإسرائيلية.

وكشف القائمون على الصفحة من أعضاء السفارة أنها عبارة عن منصة جديدة للعثور على جميع المعلومات الاقتصادية والتكنولوجية التى يتم نشرها فى الصفحة العامة "إسرائيل فى مصر"، كما خصصت لتكوين اتصالات بين رجال الأعمال وأصحاب المشاريع فى كلا البلدين، هذا هو الهدف المعلن من الصفحة كما يوضح القائمون عليها لكن الهدف الأخر هو نشر تقارير اقتصادية تكون مادة للحوار والنقاش يتبادل فيها المشاركون المناقشات والتى قد تؤدى لمعلومات مهمة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

ومن خلال المعلومات والنقاشات التى تدور فى تلك الصفحات يتمكن عملاء جهاز الأمن العام الداخلى الإسرائيلى "الشاباك" فى وحدة "S74" الاستخبارية الحصول على المعلومات وجمعها من كافة الدول العربية إلكترونيا، كما يسهل لهم عملية تجنيد العملاء والحصول على أى معلومة مهما كان حجمها.

وتبذل إسرائيل من خلال أجهزتها الأمنية وعلى رأسها "الشاباك"، جهودا كبيرة، من أجل تجنيد عشرات العملاء المزدوجين، حيث أصبحت العقلية الأمنية الإسرائيلية تعتبر أن الأسوار أو الجدران الأمنية لا تحمى بطبيعة الحال أى معلومة، وبالتالى يتطلب ابتكار حيل أخرى مثل تجنيد عملاء مزدوجين والمزيد من الاختراعات والابتكارات فى المجال الإكترونى وفى سماء صفحات التواصل الاجتماعى للحصول على المعلومات.

وردا على هذه العمليات الإسرائيلية "المشبوهة" و"الصفحات الخبيثة" الموجهة للشباب العربى والمصرى، أكد مصدر أمنى رفيع المستوى بأحدى الأجهزة الأمنية السيادية لـ"اليوم السابع" أن هذه الصفحات مرصودة بالكامل وأن هناك تعاون بين أجهزة الأمن المصرية لرصد هذه الصفحات وتعليقات المشتركين فيها ومحاولات البعض للتعاون مع إسرائيل مما يهدد أمن مصر القومى.

وأكد المصدر أنه تم بالفعل خلال الأشهر الأخيرة رصد عدد من الشباب "ضعيف الإرادة" ممن تواصلوا مع مسئولين إسرائيليين، وأن جميعهم تحت الرقابة والرصد المتواصل، مشيرا إلى أن البعض يتعاون مع إسرائيل إعلاميا ويمد وسائل الإعلام العبرية هناك بمعلومات عن الأحداث الجارية فى الشأن المصرى، موضحا أن هؤلاء أيضا مرصودين من قبل الأجهزة الأمنية، محذرا الشباب المصرى من الانجراف وراء هذه الصفحات المشبوهة وأن يتعاملوا بحذر معها.


إحدى برقيات التهنئة التى تبثها السفارة الإسرائيلية بالقاهرة



صفحة إسرائيل بدون رقابة على الفيس بوك



صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية



صفحة إسرائيل فى مصر على موقع الفيس بوك



صفحة الاقتصاد الإسرائيلى بالمصرى



معايدة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة على الصفحة


وحدات التجسس الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعى



وحدة السايبر الإسرائيلية التابعة لجهاز الشاباك




موضوعات متعلقة


مجموعة "هاكرز" جديدة تهاجم أكثر من 100 موقع إسرائيلى











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة