كنت فى ديسمبر عام 2006 كتبت مقالا بعنوان «الناس فى سواحل كفر البطيخ»، أروى فيه قصة سكان هذه المنطقة، حيث تقوم السلطات باعتقال كل من يبلغ الثامنة عشر، لأنه زمان، فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كان قد تم اعتقال عدد من أبناء هذه المنطقة، ومنهم الراحل عبدالفتاح إسماعيل الذى أعدم فى إحدى القضايا، ومن يومها، قررت السلطات أن هذه المنطقة خطر، خاصة أبناء، وأحفاد، ونسائب، وأقارب، عائلة عبدالفتاح إسماعيل، بالرغم من أن الأبناء، والأحفاد، والنسائب، والأقارب، والجيران، والأصدقاء، وكل من يقطن فى هذه المنطقة، لم يحدث أن انضم أحدهم إلى أى تنظيم، أو قام بأى عمل سياسى - إرهابى أو سلمى - منذ إعدام الجد الأكبر عبدالفتاح إسماعيل وحتى يومنا هذا، ولم يحدث أن وجدت السلطات أى صيغة لمحاكمتهم فطفقت تجدد لهم مدة الحبس الاحتياطى، حتى بلغت لدى بعضهم 15 سنة.
كان ذلك فى عهد مبارك، وكان الناس يقدمون الالتماس وراء الالتماس، والاستفسار خلف الاستفسار، وشرفت، مع عدد من الصحفيين والنشطاء، بتوصيل التماساتهم واستفساراتهم، فكانت تأتى الإجابة: ما دول ولاد عبدالفتاح إسماعيل وقرايبه! ماشى ما عبدالفتاح إسماعيل مات من زمان قوى.. من سنة 1966. هم مجرد مجموعة من المواطنين الدمايطة، يعملون فى الصيد، والنجارة، وطهى المشبّك، وقد أكلهم الحبس الاحتياطى، وتساقطت أسنانهم، وأصيب جلهم بتشكيلة متنوعة من الأمراض المزمنة، فقد كان يتم تكديرهم والتنقل بهم فى السجون، والجميع يرى أن ما وقع عليهم هو ظلم بواح، حتى إن بعض الضباط فى مديرية أمن دمياط، حين علموا بتجديد الحبس بعد تقديم الالتماس، أجهشوا بالبكاء! ناقص يصعبوا على مين تانى؟
فى عام 2007، تقدم إبراهيم محمد شحاتة موسى- المتهم بالزواج من عائلة عبدالفتاح إسماعيل- بالتماس يطلب فيه إفراجا صحيا، إذ إنه كان محبوسا احتياطيا لمدة ثمانى سنوات، وبدأ التماسه بعبارة «يتشرف إبراهيم محمد شحاتة موسى بعرض الآتى» ثم طفق يسرد مجموعة الأمراض التى يعانى منها، وله أن يتشرف، الراجل ده فاضل له مرضين وياخد جائزة نوبل فى الأمراض.
أخيرا، تم الإفراج عنه وعن المجموعة التى تساقطت أسنانهم وشعورهم وذهبت أبصارهم، كان ذلك قبل الثورة بعام أو عامين على الأكثر. خرجت هذه المجموعة لتزوج بناتهم وأبناءهم، ولتأخذ عزاء أمهاتهم وزوجاتهم اللاتى أضناهن الركض بين المعتقلات، ومزاولة نشاطهم فى النجارة وصناعة المشبك.
الآن، ولمرة أخرى، تم اعتقال كل هذه المجموعة، بدون تحقيق، ويتم تجديد الحبس لهم، والعمر لم يبق فيه 15 سنة، وهذا التماس آخر من الزوجة الثانية لإبراهيم موسى- حيث إن زوجته الأولى ماتت رحمها الله- والملاحظ أنه أحرز تقدما باهرا فى عدد الأمراض.
مقدمه لسيادتكم ثريا عوض السيد غازى- رقم قومى 27009141100423 زوجة المعتقل إبراهيم محمد شحاتة موسى - والمحبوس احتياطيا فى سجن بورسعيد العمومى على ذمة القضية رقم 2526/2013م حيث إن زوجى يعانى من عدة أمراض مزمنة منها:
1 - مريض بمرض كرونزواسييز وأجريت له عمليتا استئصال سنة 2001م و2008م الأولى، تم استئصال نصف القولون 30سم من الأمعاء الدقيقة والثانية تم فيها استئصال 50سم من الأمعاء الدقيقة.
2 - يحتاج لإجراء عملية فتق جراحى أسفل البطن بطول 10×12سم.
3 - يحتاج لإجراء عملية تفتيت حصوات بالكليتين وإزالة أكياس مياه بالكليتين.
4 - ارتجاع بالصمام الميترالى.
5 - تليف كبدى.
6 - تضخم بالطحال.
7 - دوالى بالمعدة والمرىء.
8 - تضخم شديد بالبروستاتا ويحتاج أيضا لعملية جراحية.
لذلك نلتمس من سيادتكم سرعة اتخاذ اللازم.
انتهى التماس الزوجة، ولى التماس شخصى أقدمه للأجهزة الأمنية: برجاء تحديث الملفات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة