أصدرت دار الكتب فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة الترجمة العربية لكتاب "البوابات الجنوبية لجزيرة العرب، رحلة إلى حضرموت عام1934م" للرحالة البريطانية فريا ستارك.
الكتاب صادر عن سلسلة رواد المشرق العربى المخصصة لنقل كتابات الرحالة الأجانب إلى العربية، وقامت بترجمة الكتاب وفاء الذهبى وقام بالتعليق عليه الدكتور أحمد إيبش الباحث المتخصـّص فى التاريخ الإسلامى والتاريخ الحديث.
يصف إبيش فى مقدمته المؤلفة بأنها "مثيرة للجدل" ويقول: "أبحرت فى البحر الأحمر فى نوفمبر 1934م، ونزلت فى عدن المرفأ الرئيسى للمحمية البريطانية فى جنوب الجزيرة العربية. كانت المكتشفة النشيطة الجذابة الصغيرة قد حازت على شهرة، واختارت اليمن وبشكل خاص وادى حضرموت النائى مسرحاً لمغامراتها التالية. ثار جدل كبير حولها فى لندن، فتوقعوا أنها ستهبط بطائرتها الخاصة، أو ربما تأتى وهى تقود قافلة جمال. كان بعضهم على ثقة من أن وصولها لم يعنِ أى شيء سوى المتاعب، ولكن مع ذلك احتشد الجميع للقائها فى مقر الإقامة البريطانى".
كان هدفها أن تجد مدينة "شبوة" الخفية، عاصمة مملكة حضر موت القديمة المسماة فى الأسفار (حبس الموت). وقد سماها بلينيوس سابوتا وهى المدينة التى زوَّدت قوافل البخور التى تمر عبرها، وكتب أنها احتوت على ستين معبداً وثروة لا توصف. لم يحصل أن وصل مستكشف أوروبى لتلك الواحة المفقودة منذ عهد بعيد فى رمال الصحراء، وكانت نية فريا أن تكون أول من يصل إليها. كانت خطتها أن تتسلق الجول العالى، وهو جرف فسيح يفصل ساحل المحيط الهندى عن وادى حضر موت، وهو الأطول والأخصب فى جزيرة العرب، تطوقه جروف نمت على جوانبها نباتات البخور، فكانت حصيلة ذلك كله مغامرة ممتعة شائقة، لم يكن أقلها وقوع فريا فى بعدن.
أثناء وجودها فى حضر موت وبكونها امرأة، استطاعت ستارك أن تخترق كل الحواجز المقامة حول نساء العرب هناك، وتعمقت فى هذا المجتمع ناقلة صوراً كثيرة مختلفة من جوانب عدة عن المجتمع النسائى الحضرمى قبل ما يزيد عن خمسة وسبعين عاماً. وتكلمت عن أمور كثيرة فى حضرموت ابتداءً من السياسة وانتهاءً بالأحاديث النسائية فى داخل البيوت الحضرمية العادية. وأسلوب الكاتبة ممتع وتفاعلى تغلب عليه رهافة الشعور مع تعاطف محبب مع الناس الذين قابلتهم وعاشت معهم فترة خمسة أشهر من الزمان، وتشعر بأنها فعلاً استطاعت فهم هذا المجتمع وتعاملت معه بكل محبة ومودة.
وعدا عن المحور الإنسانى الذى اهتمت به فريا فى حضرموت، انصب تركيزها أيضاً على تاريخ طريق اللبان (البخور) الذى كان فى العصور القديمة بمثابة ثروة نادرة اختصت بها هذه الزاوية من العالم فى جنوبى جزيرة العرب، وكانت مادة ثمينة للتجارة والتنافس الدولى، وحتى أثارت أطماع روما القديمة فقامت من أجلها حملة كبيرة بقيادة القائد الرومانى الشهير ايليوس غالوس، كما أثارت انتباه واهتمام جميع من تعاطوا التجارة آنذاك.
يذكر أن دار الكتب، الحاصلة على جائزة أفضل دار نشر محلية لعام 2013 عن معرض الشارقة الدولى للكتاب، وتعمل على رفد القارئ العربى بأحدث الترجمات من العلوم والمعارف العالمية، إلى جانب إعادة قراءة تراث وتاريخ المنطقة.
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح سالم
اين اجدة
فين يوجد الكتاب وهل يبتاع في المكاتب وهل ساجدة في مصر