د.سمير البهواشى يكتب: روح الابتكار التى نريدها فى أطفالنا

الثلاثاء، 09 سبتمبر 2014 10:17 ص
د.سمير البهواشى يكتب: روح الابتكار التى نريدها فى أطفالنا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل عبقرية الإنسان مرتبطة بالمكان الذى يأويه والزمان الذى يعيش فيه أم أن عبقرية المكان والزمان ترجعان إلى عبقرية الإنسان ذاته؟ أؤكد بادئ ذى بدء أنه لا الزمان ولا المكان بقادرين على خلق الإنسان العبقرى أن لم يكن لديه الاستعداد لذلك، ولو راجعنا ما ذكره القرآن الكريم عن ذى القرنين لأدركنا هذه الحقيقة، قال تعالى: " وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِى الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِى الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) الكهف.

فلقد مكن الله له فى الأرض من مشارقها إلى مغاربها وبديهى أن من هذه الأماكن ما لم يكن عبقريًا ولكنه صادف الإنسان العبقرى الذى أتبع سببًا فتعلم لغة الأقوام كما قال ابن كثير فى تفسيره وأتقن العلوم وكان جريئًا فى أفكاره مقدمًا على تنفيذ ما يراه صالحًا وإن لم يكن على مثال سبق مستعينًا بغيره مستغلاً رغبتهم فى الأمن والأمان والعيش فى سلام بعيدًا عن الفساد والإفساد من المفسدين، اقرأ أن شئت قول الحق فى نفس السورة: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ أن يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِى الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّى فِيهِ رَبِّى خَيْرٌ فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِى زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِى أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97).

إذن فهى عبقرية الإنسان، ومعروف بل هى حقيقة أن الطفل المصرى من أذكى أطفال العالم حتى يلتحق بالتعليم، تلك البيئة التى تقوم إما بقتل المواهب وإطفاء شعلة الذكاء وإما بإذكاء روح الابتكار وفتح باب الإجابة عن كل ما يعن للطفل من أسئلة قد تبدو للوهلة الأولى غبية ولكن عندما نتعمقها نجدها ألف باء الذكاء لأن أى إنسان لا يستفهم إلا شيئًا يراه بالفعل ولكن لا يتبينه لأنه ليس على مثال رآه وإنما هو خيال محض، ويجب على الآباء ملاحظة أطفالهم وتشجيعهم ومسح آثار الإحباط الذى قد تتركه طريقة التلقين المدرسى.


كما يجب على كل من يجد فى نفسه موهبة الاختراع ألا ييأس أو تشغله الشهرة فقد ضاق أستاذ إديسون بأسئلته ووصفه بالغباء ولكن إصراره جعله يخترع المصباح الكهربائى، ليعيش فى وجداننا وينسينا أستاذه ومن المعروف أن العبقرية لا تبدأ بالإبداع بل تنتهى إليه أن عبقرية الشخص لا تتبدى إلا إذا شق طريقًا جديدًا لم يسبقه أحد إليه فالعبقرى ليس مَن يعيش على أفكار غيره، بل هو ذلك الذى يشارك فى إثراء أفكار الآخرين، والمصرى يستطيع ذلك شريطة أن يجد التشجيع ونتوقف عن طرح هذا السؤال المحبط الذى دأبنا عليه لكل من يأتى بفكرة تطور من جهاز قائم بالفعل ولكنها قد تضيف إليه جمالاً أو خفة أو صغرًا فى الحجم أو ميزة تريح المستخدم: "يا عم الجهاز موجود وشغال فهل اخترعت شيئًا جديدًا؟" وأن يصادف الممول الذى لا يبخل عليه بالمال فالعباقرة غالبًا ما يشغلهم العلم عن جمع المال وفى نفس الوقت ننصح كل من لديه موهبة الابتكار ألا يتعجل الشهرة ولا يأبه باستخفاف المستخفين وأن يطور نفسه وألا ييأس من طرق الأبواب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة