الرئاسة: السيسى أكد خلال احتفالية عيد القضاة على سيادة دولة القانون

السبت، 10 يناير 2015 02:06 م
الرئاسة: السيسى أكد خلال احتفالية عيد القضاة على سيادة دولة القانون الرئيس عبد الفتاح السيسى
كتبت نور ذو الفقار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى، صباح اليوم بدار القضاء العالى الاحتفال بعيد القضاء.. وقد كان فى استقبال الرئيس لدى الوصول كل من القاضى محمد حسام عبد الرحيم، رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى، والقاضى محمد عيد محمد محجوب، نائب رئيس محكمة النقض والأمين العام لمجلس القضاء الأعلى.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عقد اجتماعًا مع أعضاء مجلس القضاء الأعلى، ثم ألقى كلمة فى القاعة الرئيسية لدار القضاء العالى، تضمنت الإعراب عن التقدير للقضاء المصرى ولقضاته الأجلاء ولأعضاء النيابة.. كما استعرض التاريخ المشرف والعريق للقضاء المصرى.

وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسى أكد على سيادة دولة القانون، القائمة على العدل والمساواة، كما أن الدستور جعل من المواطنة أساساً لتعامُل الدولة مع أبنائها، فالجميع سواء أمام القانون، فضلًا عن أن مرحلة البناء الراهنة تتطلب جهودًا مضاعفة وعملًا متواصلًا، الأمر الذى يضع على عاتق مؤسسات الدولة القضائية مهمة وطنية جسيمة لتمكين المصريين من اكتساب حرياتهم والحصول على حقوقهم والتعريف بمسئولياتهم.

وأشار الرئيس إلى أن دستور 2014 قد أرسى مبادئ الفصل بين السلطات، واستقلال القضاء وأعضاء النيابة العامة وحصانتهم، مؤكداً حرصه على استقلال القضاء والنأى به عن أى شبهة للتأثير على أحكامه أو التدخل فى شئونه أو أعماله. كما استعرض دور "اللجنة العليا للإصلاح التشريعى"، والمختصة بإعداد وبحث ودراسة مشروعات القوانين والقرارات الجمهورية، وقرارات رئيس الوزراء اللازم إصدارها أو تعديلها تنفيذًا لأحكام الدستور، وكذا مراجعة مشروعات القوانين والقرارات التى تحيلها الوزارات والجهات المختلفة، والتنسـيق بينها وبين التشريعات القائمة، والعمل على ضبطها وتبسيطها لتساير حاجة المجتمع، وتلائم السياسات العامة للدولة وفلسفتها وأهدافها القومية التى يحددها الدستور.

وفى ختام كلمته، عاود الرئيس التأكيد على أن قضاة مصر سيظلون حصناً للعدالة، يشاركون بذلك فى بناء مصرنا الحبيبة وتدعيم سيادة القانون، ويأتمنهم أبناء الشعب على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم. كما أعرب سيادته عن شكر وتقدير الدولة المصرية لما تقوم به الهيئات القضائية المصرية من عمل جليل.

والى نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
القاضى الجليل رئيس محكمة النقض ــ رئيس مجلس القضاء الأعلى
القضاة الأجلاء
السيدات والسادة

يسعدنى أن أتحدث إليكم من منبر دار القضاء العالى .. الصرح العريق لقضاء مصر وقضاتها.. والرمز الشامخ لسيادة القانون وهيبة القضاء .
كما يطيب لى اليوم أن أشارككم احتفالكم بعيدكم .. إدراكاً لما تحمله هذه المناسبة من دلالات هامة للقضاء المصـرى .. وتأكيداً لما نحمله جميعاً من مشاعر التقدير والتوقير لصروحه العظيمة وقضاته الأجلاء .. الذين كان للكثيرين منهم بالغ الأثر فى تطور الحياة القانونية فى مصر .. وكذا لأعضاء النيابة وهم شعبة أصيلة من السلطة القضائية .. يحملون على عاتقهم مسئولية التحقيق والاتهام.
إن قاعات هذا المبنى تشهد على المكانة الرفيعة لرجال العدل والرسالة السامية التى يحملون أمانتها.. تتردد فى جنبات هذا المبنى أصداء تاريخ مشرف لقضاة أجلاء .. لا سلطان عليهم لغير القانون .. ولا رقيب عليهم سوى الله والضمير .. تقيم أحكامهم العدالة .. وترفع المظالم .. وتعيد الحقوق إلى أصحابها .

الإخوة والأخوات
لقد حاز القضاء المصرى مصداقيته ومكانته عبر مسيرة طويلة وتاريخ عريق .. منذ بدء التقاضى أمام المجالس الأهلية عام 1875 .. وإنشاء المحاكم الأهلية عام 1883 .. وشهد عام 1931 علامة هامة على طريق هذه المسيرة .. عندما أنشئت محكمة النقض لتوحيد المبادئ القانونية .. وتحرى دقة الأحكام النهائية .
وتعاقبت على هذه المحكمة أجيال من خيرة القضاة، علماً وعملاً .. كان أولهم القاضى الجليل المغفور له عبد العزيز باشا فهمى .. الذى تحمل اسمه هذه القاعة تخليداً لعطائه وذكراه .

القضاة الأجلاء
الإخوة والأخوات

إن مصر شرعت فى تأسيس دولة القانون .. القائمة على العدل والمساواة .. والدستور جعل من المواطنة أساساً متيناً لتعامُل الدولة مع أبنائها .. فالجميع سواء أمام القانون .. وكل حق يقابله التزام .. ومرحلة البناء الراهنة تتطلب جهودا مضاعفة وعملا متواصلا .. ولكن قبل هذا وذاك فإن
الأساس الحاكم لها والضابط الأول لإيقاعها.. إنما يتمثل فى سيادة القانون علينا جميعاً أبناء هذا الوطن.. وهو الأمر الذى يُلقى على عاتق مؤسسات الدولة القضائية مهمة وطنية جسيمة .. لتمكين المصريين من اكتساب حرياتهم .. والحصول على حقوقهم والتعريف بمسئولياتهم.
لقد أرسى الدستور المصرى مبادئ الفصل بين السلطات .. وخضوع الدولة للقانون .. واستقلال القضاء وأعضاء النيابة العامة وحصانتهم .. وقد عزز دستور 2014 هذه المبادئ .. فاستقلال القضاء، ركيزة أساسية من ركائز دستورنا ومجتمعنا .. ومنهج فى الحكم ألتزم به عن إيمان ويقين .
ولقد حرصت منذ تحملى المسئولية على التأكيد على استقلال القضاء .. وتمسكت بأن أنأى به عن أى شبهة للتأثير على أحكامه .. أو التدخل فى شئونه أو أعماله .. أو التأثير على أى إجراء من إجراءات التحقيق أو الاتهام .. التى تباشرها النيابة العامة فى إطار الدستور والقانون .. وأثق أن القضاء المصرى بتراثه القانونى الراسخ .. وخبرات شيوخه وإيمان شبابه بقيمه ومبادئه .. قادر على التفاعل مع معطيات مجتمعنا .. وحركة تاريخه وأحداثه المصيرية وكل ما يهدد كيانه الوطنى .. دون التعرض لما ينال من هيبة قضاتنا ورزانتهم ومكانتهم الرفيعة .. وبعيداً عن أية انحيازات عقائدية أو سياسية .
إن القوانين تُمثلُ الإطار الحاكم لعملكم الجاد .. ومن ثم بات تنقيحها وتطويرها ضرورة واجبة ومهمة أساسية من مهام السلطة التشريعية .. ولذا فقد حرصتُ على أن يكون من مقدمة القرارات الجمهورية التى أصدرتها .. قرار بتشكيل "اللجنة العليا للإصلاح التشريعي" التى تختص بإعداد وبحث ودراسة مشروعات القوانين والقرارات الجمهورية .. وقرارات رئيس الوزراء اللازم إصدارها أو تعديلها تنفيذاً لأحكام الدستور .. ومراجعة مشروعات القوانين والقرارات التى تحيلها الوزارات والجهات المختلفة .. والتنسيق بينها وبين التشريعات القائمة .. والعمل على ضبطها وتبسيطها لتساير حاجة المجتمع .. وتلائم السياسات العامة للدولة وفلسفتها وأهدافها القومية التى يحددها الدستور .

القضاة الأجلاء
سيظل قضاة مصر حصناً للعدالة يحملون رسالتها .. يشاركون بذلك فى بناء مصرنا الحبيبة وتدعيم سيادة القانون.. يبذلون قصارى الجهد بوحى من ضمائرهم .. مستلهمين ما أرسوه من تقاليد راسخة وقيم ومبادئ رفيعة .. يأتمنهم أبناء الشعب على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم .. ولا يزالون مضطلعين بهذه المسئولية بصدق وأمانة .. يستوى أمامهم الغنى والفقير والقوى والضعيف .. فالكل سواسية أمام منصات القضاء وأمام القانون .
ولا يسعنى فى حضور السادة المستشارين الأجلاء أعضاء مجلس القضاء الأعلى .. إلا أن أعرب عن شكر وتقدير الدولة المصرية لما تقوم به الهيئات القضائية المصرية الموقرة من عمل جليل.. فتلك الأسرة القضائية مسئولياتها جسام .. وستظل تضطلع بتلك المسئوليات على خير وجه وتؤدى الأمانات والحقوق إلى أصحابها .. متسلحة بتقاليد عريقة وقيم نبيلة .. وتعاليم سامية وقامات رفيعة .. ضربت مثلا رائعا كقدوة ونموذج يُحتذى به .. فستظل هيئاتنا القضائية مدركة لطبيعة مهامها .. وأهمية دورها وعظم المسئولية الملقاة على عاتقها .. فهى متكاملة فى عملها .. متحدة فى نبل مقاصدها.. وسيظل القائمون عليها أهلاً لها وأهلاً للعدل والحكمة .
تحية لمجلس القضاء الأعلى ولدوره ورجاله .
تحية لقضاء مصر العظيم وشيوخه الأجلاء .. من رحل منهم، ومن تقاعد .. ومن يواصل العطاء .
لكم جميعاً صادق تقديرى وتمنياتى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة