فى افتتاح "مهرجان المسرح العربى" اليوم..

المسرحى السودانى يوسف عايدابى يلقى رسالة اليوم العربى للمسرح

السبت، 10 يناير 2015 01:56 م
المسرحى السودانى يوسف عايدابى يلقى رسالة اليوم العربى للمسرح المسرحى السودانى يوسف عايدابى
كتب جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوجه المسرحى السودانى الدكتور يوسف عايدابى اليوم العاشر من يناير رسالته من على منبر مسرح محمد الخامس فى افتتاح الدورة السابعة من "مهرجان المسرح العربى" التى ستعقد فى الرباط من 10 إلى 16 يناير 2015.

يعتبر صاحب رسالة اليوم العربى للمسرح د. يوسف عايدابى واحداً من علامات المسرح والثقافة ليس فى السودان فقط بل وفى الوطن العربى عامة ومنطقة الخليج خاصة، وهو الحاصل على دكتوراه فى تاريخ ونظرية المسرح (دراسات مقارنة)، جامعة بوخارست-رومانيا ومتخصص فى علوم المسرح والسينما ويشغل الآن منصب المستشار الثقافى لصاحب السمو حاكم الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) ومستشار الهيئة العربية للمسرح.

وإن العمل بهذا التقليد فى هذه المناسبة بدأ منذ العاشر من يناير 2008 والذى صادف الإعلان الرسمى عن ميلاد الهيئة العربية للمسرح وانعقاد مؤتمرها التأسيسى، حيث ألقى الرسالة فى ذلك اليوم الفنان اللبنانى دكتور يعقوب الشدراوى من على منبر قصر الثقافة فى الشارقة، ثم ألقى رسالة العام 2009 فى القاهرة الفنانة المصرية سميحة أيوب، فيما ألقى رسالة عام 2010 فى تونس الكاتب التونسى عز الدين المدنى، وتلاه فى عام 2011 ومن على منصة اليونسكو ببيروت الفنان العراقى يوسف العانى، وفى عام 2012 فى الأردن ألقت الفنانة الكويتية سعاد عبد الله الرسالة، أما فى عام 2013 فكانت الفنانة المغربية ثريا جبران صاحبة الرسالة وألقتها وهى على سرير الشفاء، وفى عام 2014 ومن على منصة الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربى والتى عقدت فى الشارقة، ألقى الرسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى.

تحمل رسالته عنوان (المسرح الذى نريد) ويقول فيها:
يعانى وطنى السودان، أكثر من غيره على صعدٍ كثيرةٍ، سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، من انشطار الهوية؛ فشق منه عربي، وشقه الآخر إفريقى. لسانه عربى، ورطاناته متعددة متنوعة. سحناته عربية وإفريقية، وجذوره مختلفة عديدة؛ فهو جسر ثقافة العرب إلى إفريقيا، وهو محل تفاعل ثقافات إفريقيا مع العروبة.

إشكالات أهل السودان بين خياراتهم وواقعهم وآفاقه؛ فمنذ استقلاله، يجهد السودان لإقامة مجتمع متماسك واحد، ولكن هيهات، فالشمال شمال، والشرق شرق، والغرب غرب والجنوب جنوب.

ولقد انشغل المثقفون بهموم الوطن وأناسه، وذهبوا فى ذلك الانشغال مذاهب شتى، كان لنا نصيب منها فى مطالع ستينيات القرن الماضى، عندما كنّا شباباً فى جامعة الخرطوم، فتنادينا، نحن كوكبة من شعراء الوطن، لطرح حيّز إبداعى جديد للثقافة السودانية تمييزاً لها، تحت مسمى "الغابة والصحراء" – نحو تعددية إثنية وثقافية، ولتنوع لقوس قزح ثقافى للهوية المتمددة والوطن المتمدد ليلم أشتات الأعراق والثقافات المتباينة؛ وبحيث يكون للجهات وناسها أصواتهم وأثرها وفعلها فى ثقافة المركز.

ومشى الوطن ومشى الزمان، لأدعو، فى مطالع السبعينيات، لمسرح لعموم أهل السودان، متخذاً من مجمل أشكال التلاقى والتجمعات الشعبية فى الحل والترحال، وفى البر والنهر، وفى البادية والحضر، وفى الغابة والجبل، ملعباً ومسرحاً ومكاناً لمسرحة لصيقة بالناس لقضاياهم؛ وأسهبت فى ذلك الشأن تفصيلاً لأشكال وصيغ المسرح الطقوسية والتراثية والتقليدية، تعداداً لها وابتعاداً بها عن الصيغ الأوروبية، عن المنصة الإيطالية، بل وعن المبانى الدائمة المتعارفة للمسارح، خروجاً إلى أرض الله الواسعة، فكل مكان نظيف فيه شمس أو بدر تمام، وفيه متلقٍ ومؤدٍ، هناك يكون المسرح الذى نريد؛ وما المسرح الذى نريده؟ إنه ذلك الكشّاف المباشر لما يعتمل فى النفس، وما يعتور المجتمع، وما يُطرح من سُبل ينصلح بها حال الذات والجماعة.

لا نريد مسرحاً للنخبة أو لفئة قليلة فى بلداننا التى ترزح تحت نير الحروب والجوع والفقر والمرض. فى مثل بلادى الكليلة العليلة الممزقة، المقطوع شطرها – الغابة جنوباً، والمنفصل شقها – الصحراء شمالاً، لا نريد للمسرح إلا أن يكون أداة اجتماعية ووسيلة للمقاومة والكفاح ضد التفرقةِ والاحتراب. على المسرح أن يكون فى مناطق النزاع والشقاق، وفى أماكن العلم والتنمية، فرصةً للتسامح والتعايش والحوار؛ بل ولتقريب شقة الخلاف والاختلاف.

مسرح اليوم فى بلداننا هو ذلك الحبل السرى، فلا ينبغى أن يكون إلاّ عضوياً بسيطاً مباشراً، متحللاً من الزوائد، منطلقاً من الناسِ ومن وحيهم. أن يكون المسرح وصلاً فى كلِ مكان، فما جدوى مسرحٍ فى المدينةِ لمن يسخّره لإلهاءٍ فى غير مصلحة الناس، بينما ربوع البلادِ فى غمٍ وهمٍ وظلمةِ ليلٍ؟

نريد المسرحَ بدراً فى ليل الأوطانِ، ونوراً فى دروبها، وصوتاً هادراً فى ميادينها، ونفيراً فى بواديها؛ بل وبوسع المسرحِ أن يكون وسيلة ماضية مستدامة لتنمية الإنسان الجديد والمجتمع العربى الجديد.
فما علينا كمسرحيين إلاّ أن نعيد النظرَ فى فكرة المسرح ودوره وووظيفته المبتغاة، وأن نتأكد أننا لا نحاكى ونتبع الغرب سيراً فى الركب المتعولم.. إن ظروفنا الراهنة إجمالاً مضطربة متقلبة، وأناسنا يتطلعون حقيقة إلى ثقافةٍ بديلةٍ مختلفةٍ تهديهم السبيلَ إلى وجودٍ مغايرٍ، وحياةٍ أكثر سلماً وعدالةً. وعلى المسرح أن يكونَ فى طليعةِ أدوات المستقبل، وإلاّ فهو لزوم ما لا يلزم، زبدٌ يذهب جفاءً، فيا أهل المسرح، استيقظوا.


اخبار متعلقة :

مدينة الرباط تستقبل الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربى 10 يناير









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة