ضياء فتحى أحد أعلام الإنسانية، ليس فقط لأنه حاول إبطال قنبلة زرعتها قوى الغدر وفشل، ولا لأنه تقدم إلى الموت مخفورا بهتافات الضحايا المحتملين الذين صوروه وهو فى طريقه إلى الشهادة، ولا لأنه أب لطفلة رضيعة، ولا لأنه رفض إبطال القنبلة بمدفع الماء حتى لا تنفجر محطة الوقود الملاصقة لقسم الطالبية، ولكن لأنه قرر حماية أشخاص لا يعرفهم من الموت الذى تمتهنه أشباح قادمة من وراء التاريخ، عمره 29 سنة، أصيب فى ظهرة أثناء مأمورية أمنية، فقرر أن يذهب برجلية إلى الخطر وطلب نقله إلى إدارة المفرقعات، حصل على الدورات المطلوبة وأبطل عشرات العبوات التى استهدفت الآمنين، فى كل طلعة يلبس سترته التى تزن 35 كيلو جراما، وخوذة وزنها 12 كيلو، يذهب مبتسما، الذين شاهدوه فى شارع الهرم قالوا إنه ابتسم لهم وهو فى طريقه إلى الموت، النقيب ضياء قام بواجبه على خير وجه.
لم يدع بطولة على فضائيات الأبطال الكذابين، هو عنوان التضحية، النقى الذى رسم لوطنه حدودا دافع عنها بجسده، هو الشباب إذا تحدثنا عن الشباب، هو الشهيد إذا جاءت سيرة الشهادة، هو المصرى كريم العنصرين، المؤمن بالله والوطن والتضحية، صوره التى صاحبت خبر استشهادة تشير إلى وسامة روحية وصفاء نادر، الديلى ميل البريطانية وصفته بالبطل ولم تبحث فى معناه، ورأت أن مشاهدة لحظة استشهاده عبر الإنترنت تشير إلى مستوى التقدم التكنولوجى وزيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، لم تشر إلى تورط بريطانيا العظمى وشقيقاتها فى إيواء الإرهابيين الذين قتلوه، ضياء فتحى عريس مصر الغالى.. مع السلامة.