مع احترامى لكل مقدمى برامج التوك شو، إلا أن الثلاثى محمود سعد ومعتز الدمرداش ومنى الشاذلى هم رواد برامج التوك شو السياسية والاجتماعية، قبل انفجار البرامج عقب ثورة يناير، وتميز كل منهم بإطلالة مختلفة وبقاموس مفردات مغاير للآخر، الدمرداش صاحب المقولة الشهيرة «أوعو تروحوا فى أى حتة»، ومحمود سعد اشتهر ببساطته وهدوئه على الهواء وتركيزه على القضايا الاجتماعية، ومنى الشاذلى اشتهرت بجرأتها وتنوعها فى اختيار الضيوف وعناوين الفقرات.
منى الشاذلى ومحمود سعد لازالا يكملان مشوارهما الإعلامى، أما معتز الدمرداش فتوقف برنامجه «مصر الجديدة» قبل أيام، ولن أتحدث عن تفاصيل الوقف أو ما دار بينه وبين القناة من خلافات، ولكن أتحدث عن الحالة نفسها، عن الإعلام المصرى الذى يتوقف فيه أحد أهم البرامج الموضوعية فى التناول والطرح.
معتز هو الوحيد الذى لم يتورط فى أى قضية خلافية أثارت جدلا بالشارع المصرى طوال عرض برنامج مصر الجديدة لـ3 سنوات متتالية، إضافة إلى أنه كان شديد الحرص على اختيار القضايا التى يناقشها ويحدد طريقة معالجتها بما يخدم المجتمع، لا بما يحقق المشاهد الأعلى فقط.
معتز هو أكثر مذيع يحترم ضيوفه ويقدرهم على الهواء، ويمنحهم وقتاً كافياً للحديث وطرح أفكارهم دون مقاطعة «على الفاضى والمليان»، إضافة إلى أنه يمتلك أكفأ طاقم مراسلين مقارنة بباقى البرامج الفضائية، مراسلين يعملون على تحقيق تقارير تليفزيونية نوعية مختلفة، بعضها خبرى يرتبط بأحداث اليوم وأغلبها خاص لقضايا وفئات مهمشة وقصص خاصة.
رغم أن معتز إعلامى محترف ودائما كان على الحياد فى أى مناقشات تليفزيونية، إلا أن برنامجه توقف، فهل كان مطلوباً منه أن يسعى للإثارة والقضايا «الصفراء» ليستمر على الشاشة، أو يتخذ طريق «الصوت العالى» ليجذب المشاهدين، أظن أن معتز اتخذ الطريق الصحيح وقدم إعلاما مختلفا السنوات الماضية، قد يكون تعثر بعض الوقت فى «مصر الجديدة» ولكنه نجح فى كسب شريحة جديدة من المشاهدين بمصداقية مستمرة وبخط مهنى واضح.
معتز الدمرداش أنت لم تخسرهم، هم من خسروك.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة