عادل السنهورى

من يدفع ثمن «شارلى إيبدو».. الغرب أم العرب؟

السبت، 10 يناير 2015 07:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على فرنسا والدول الغربية أن تتمهل قبل اتخاذ أى إجراءات انفعالية ومتشنجة كرد فعل حاد على حادث صحيفة «شارلى إيبدو» الإرهابى الذى راح ضحيته 12 قتيلا من بينهم اثنان من المسلمين

الغضب فى القرارات المتشددة ضد العرب عامة والمسلمين بشكل خاص لن يقضى على الإرهاب ويحمى فرنسا أو الدول الغربية من هجمات إرهابية لتنظيمات متطرفة حذرت منها مصر مرارا، وطالبت باريس وأخواتها فى الغرب بالتضامن معها وإدراج تلك الجماعات والتنظيمات فى قائمة الإرهاب، لكن لم يستمع أحد للنصيحة والمطالبة وظل عدد من الدول الغربية يساند الإخوان ويوفر لهم الغطاء السياسى بل التمويل أحيانا، ظنا منها أنها جماعة فى صراع سياسى مع الدولة المصرية بعد 30 يونيو، وليست الجماعة الأم لكل التنظيمات الإرهابية الحالية فى العالم، والتى ترفع شعار الإسلام زورا وبهتانا وتقتل وتدمر وتخرب باسم الإسلام وهو منها براء. الدولة الفرنسية ودول الاتحاد الأوروبى مطالبة بالتعقل وعدم والانجرار خلف الدعوات اليمينية المتطرفة فيها، والتى تطالب بطرد المسلمين من أوروبا.

هذه الدعوات التى أصبح لها جمهور وأحزاب عديدة ليست فى فرنسا فقط وإنما فى السويد والدنمارك والنرويج وأصبح لها أذرع صحفية مثل «شارلى إيبدو» و«يولاندس بوستن» الدنماركية وغيرهما، ساهمت ومازالت بدعم من دول أو جهات لها مصلحة فى إشعال فتيل الأزمة بين دول الغرب والشرق الأوسط فى صب مزيد من الزيت على النار المشتعلة فى العلاقة، ونشر رسوم وكاريكاتير مسيئة عن الرسول الكريم وعن الإسلام دون مراعاة لمشاعر المسلمين واحترام لحرمة الأديان وقدسيتها.

حوادث الإرهاب الأخيرة فى فرنسا تحتاج إلى معالجة متأنية وتعقل، فالتشديدات الأمنية والإجراءات اللازمة لدحر الإرهاب أمر ضرورى، لكن المسألة تحتاج علاج شامل ومواقف واضحة مما يحدث فى دول الشرق الأوسط والصمت الغربى تجاه سيطرة التنظيمات الإرهابية على العراق وسوريا وليبيا واليمن وبدرجة أقل فى مصر، فالصمت على الإرهاب فى دول المنطقة لا يعنى ابتعاد أوروبا عن خطره، وثبت فشل تلك النظرية فى أحداث سبتمبر 2001 وبعدها فى مدريد ولندن والآن فى باريس، فالإرهاب لا وطن له أو دين، والذى يدعم الإرهاب ويسانده فمن المؤكد أنه ينقلب عليه مثلما يحدث الآن.

الغرب مطالب بأن يتخذ مواقف أكثر جدية من الإرهاب فى دول الشرق الأوسط عند أطراف أوروبا، لأن إطفاء النار عند أطرافه يحمى جسده بالكامل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة