أيمن الخطيب يكتب: رحمة النبى صلى الله عليه وسلم

الأحد، 11 يناير 2015 10:50 ص
أيمن الخطيب يكتب: رحمة النبى صلى الله عليه وسلم الاحتفال بالمولد النبوى - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن أعظم رحمة حظيتْ بها البشريةُ من ربِّها: إرسالُ نبى الرحمة والهدى محمدٍ صلى الله عليه وسلم قال - سبحانه - مبينًا هذه النعمة، وممتنًّا على عباده بها: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ فما من مخلوقٍ على هذه الأرض إلا وقد نال حظًّا من هذه الرحمة المهداة.

فالرحمة نالها المؤمن بهداية الله له، وأُعطِيها الكافر بتأخير العذاب عنه فى الدنيا، وحصَّلها المنافق بالأمن من القتل، وجريان أحكام الإسلام فى الدنيا عليه، فجميع الخلق قد هنئوا وسعدوا برحمته - صلى الله عليه وسلم.

رحِم الصغيرَ والكبير، والقريب والبعيد، والعدو والصديق، بل شملت رحمته الحيوانَ والجماد، وما من سبيلٍ يوصل إلى رحمة الله، إلا جلاَّه لأمَّته، وحضَّهم على سلوكه، وما من طريق يبعد عن رحمة الله، إلا زجرهم عنها، وحذَّرهم منها كل ذلك رحمةً بهم وشفقة عليهم.

والنبى - صلى الله عليه وسلم - لم ينس أمته من الرحمه لم ينس أمته من العطف والشفقة والرأفة، فقد كان همُّه - صلى الله عليه وسلم: (أمتى أمتى)، وكان دائمًا ما يقول: (لولا أن أشقَّ على أمتى)، روى مسلم فى صحيحه، عن عبدالله بن عمرو بن العاص: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله تعالى فى إبراهيمَ - عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى ومن عصانى فإنك غفور رحيم ﴾ وتلا قول الله تعالى فى عيسى - عليه السلام -: ﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ﴾، فرفع يديه - صلى الله عليه وسلم - وقال: (اللهم أمتى أمتى)، وبكى -صلى الله عليه وسلم - فقال الله - عز وجل -: يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربُّك أعلم - فسلْه: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل فسأله، فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الله - عز وجل -: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنُرضيك فى أمَّتك ولا نسُوءُك.

بل إن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قد جعل دعوتَه المستجابةَ لأمَّته ولأجل أمته ؛ فقال - صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبى دعوةٌ مستجابة، فتعجَّل كلُّ نبى دعوتَه، وإنى اختبأت دعوتى شفاعةً لأمتى يوم القيامة، فهى نائلةٌ - إن شاء الله - من مات من أمتى لا يشرك بالله شيئا))، متفق عليه.

فأمة النبى صلى الله عليه وسلم أمة مرحومة لأن فيها النبى وفيها أصحابه صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فيها مسلم والبخارى فيها أبو حنيفة ومالك وأحمد والشافعى فيها السائرون على الدرب السوى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة