رمضان زكى معتوق يكتب: آه يا وجع البعاد

الأحد، 11 يناير 2015 08:07 م
رمضان زكى معتوق يكتب: آه يا وجع البعاد طائر في السماء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آه لو كنت طائرًا وأفهم فنون الطير وإزاى بيعرف يطير، لكنت أحلق بجناحى فى السما الصافية، واخترق فيها الفضاء وأعاند الرياح ثم أواجه قانون الجاذبية الأرضية دون توقف عن الطيران ليلا أو نهارا، أعبر الحدود والسدود رغم القيود وأعدى بلاد وبحار وجبال وبوادى وأراضى حتى أصل إلى الوادى فى بلادى وأحلق حواليها، وأحوم نواحيها وأهيم فى سماها وأنظر إليها من أعلى وأمعن النظر لكل شبر فيها وأجعل دموعى تتساقط كالمطر ربما تصل رسالتى من شدة الألم لفراقها، ثم أخرج الشوق المكبوت والحنين المدفون واللهفة الكامنة والشعور المحفور فى قلبى كنسمات هادئة رقيقة دافئة تتودد رضاءك وتنتشر فى أجوائك وتظلل أرضك وماءك أملا فى لقائك، وعندما تجف دموعى ويفيض حنينى واشتياقى الذى يتجدد دائما ولا ينضب ولم يأت من عدم بل هى الغربة والبعاد ووجع البعاد، حينها سأترك العنان للسانى كى يجيش بما فى داخلى ويعبر عن جميع حواسى بصوت مسموع موجوع قائلا، الغربة يا بلدى لأنى بعيد عنك ومش فيكى، واحد من ولادك مش شايفاه فيكى ونفسك يرجع لحضنك والواحد ده هو كل مغترب بعيد عنك، والغربة بالنسبالى يا بلدى أنى بعيد عنك يعنى الألم والوجع والفراق حتى لو كنت عايش فى جنه لأنك عندى جنة الكون مهما كنتى، الغربة يا بلدى هى أمى إللى نفسى أمسك فيها زى الطفل الصغير رغم إنى كبير وأحط رأسى على كتفها، الغربة هى وحشة لحبيب العمر وولادى وأهلى وأصحابى، الغربة هى البعد عن حبايبى اللى بيمدونى بالدفئ والشعور باللمة نسمع كلام بعض نفهم آنين بعض نتلم حوالين بعض نشعر ببعض عن قرب لا عن بعد، الغربة يا بلدى هى الحرمان من ساعة عصارى مع أصحابى بين الخمائل والروابى، الغربة يا بلدى هى أن هواكى وسماكى وماءك يكون لهم طعم تانى، وإحنا بعيد عنك محرومين ومشتاقين، الغربة يا بلدى هى حزن كلهيب الشمس الحار وهم جامد كثلج الشتاء القارص، الغربة يا بلدى لما اسمع على بلد المحبوب ودينى طال وجدى والبعد كاوينى، الغربة لما اكتبلك جواب فى البعد يا بلدى على ورقى تنزل دموع عينى وتختلط بحبر القلم مأساه يا مين يواسينى، الغربه يا بلدى هى البحث عن الخير ولما نصل للخير وقتها بنحس أنك الخير لأن الخير ده بنسعد بيه غيرنا وإحنا فى شقاء ونصبغ جدار الأمل دون طلاء، الغربة هى أحلى سنين العمر بتعدى فى ثوانى وإحنا سعداء بمرورها انتظارا للعودة ومش حاسيين بحلاوتها عند اللقاء، لأنها لحظات معدودة ثم عودة للبعد والجفاء، حتى لو اتعلمت أطير وأرفرف فى الفضاء هأطير ع البعد تانى أصل القطار أتحرك بأقصى سرعة واللى هينزل من القطار هيموت لأن الغربة هى القطار وسنبقى غرباء.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة