عادل السنهورى

«المحمول» فى مصر قبل التعليم!

الإثنين، 12 يناير 2015 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يعنى أن فى مصر 91 مليون خط هاتف محمول؟ يعنى ببساطة أن هناك عددا كبيرا من المصريين يمتلكون أكثر من موبايل وأن الشعب المصرى يميل «للرغى» والكلام على الفاضى والمليان والمستفيد من ذلك بالطبع هى شركات الاتصالات التى تربح وتكسب من مصر كما لا تربح فى دولة أخرى مستواها الاقتصادى والاجتماعى يفوق بكثير المستوى الاقتصادى والاجتماعى فى مصر.

الشركات هنا لا تعلن عن أرباحها السنوية التى تقدر بالمليارات - اللهم لا حسد - من شعب «لقطة» لهذه الشركات التى رات فى السوق المصرى فرصة ذهبية لا تتوافر لها حتى فى أكبر الاقتصادات العالمية فى أمريكا وألمانيا وأوروبا بشكل عام، فالشعوب هناك لكل من زار هذه الدول لا يلفت انتباهها أبدا أن أحدا من هذه الشعوب يحمل فى يده متباهيا محمولا أو أكثر ويتحدث بصوت عالٍ يسمعه من حوله ومن فى آخر الشارع مثلما يحدث فى شوارعنا، منذ عامين تقريبا زرت ألمانيا وطوال أسبوع، هى فترة الزيارة، كنت أراقب سلوك الألمان مع المحمول وكان اللافت أننى لم أجد شخصا واحدا يحمل محمولا فى يده ولم أرَ أحدا يتحدث فى هذا الجهاز الملعون إلا سيدة واحدة فى أحد المقاهى أخرجت المحمول من حقيبة يدها وتحدثت لمدة لا تتجاوز الـ 20 ثانية ثم أعادته إلى مرقده فى الحقيبة، وأظن أن شركات الاتصال فى أوروبا لا يعجبها هذا السلوك ولا تربح كثيرا فى أوروبا بل أن عدد التليفونات المحمولة فى ألمانيا مثلا لا يتجاوز ثلث عدده فى مصر.

أعود إلى السؤال مرة أخرى.. ماذا يعنى هذا العدد من خطوط المحمول فى مصر؟
يعنى ببساطة أيضًا أننا شعب مستهلك ومصاب بلوثة وهوس الشراء واستهلاك ما ينتجه الغرب فى انبهار، ولسنا شعبا منتجا يأكل مما ينتجه وهنا مكمن الخطورة فى حالة استمرار هذه الثقافة البائسة فى الاستهلاك وليس الإنتاج، ويكفى أن نشير هنا إلى أن حجم الإنفاق على الاتصالات فى مصر عبر المحمول تتجاوز 45 مليون جنيه سنويا، كما قال لى أحد خبراء الاتصالات فى مصر.. مصر من أكثر الدول فى العالم استهلاكا للاتصالات والإنفاق على المحمول والإنترنت وباقى وسائل الاتصالات أصبح يحتل المرتبة الثانية فى موازنة الأسرة المصرية بعد الغذاء وقبل التعليم والصحة!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة