أعلنت اللجنة العليا للانتخابات إجراء انتخابات مجلس النواب لعام 2015 على مرحلتين، على أن تبدأ المرحلة الأولى فى 21 مارس المقبل، الموعد النهائى لفتح باب الترشح لم يتحدد بعد، ومن المتوقع أن يعلن بعد أيام، وبذلك تكتمل خارطة الطريق، حالة الانتخابات بدأت منذ شهور، وتحالف المتحالفون واختلفوا، ولا أحد يعرف حتى الآن ملامح البرلمان الجديد، ولكن المؤكد أنه لن يكون الذى كنا نتمناه، لأنه سيعبر عن الخلل الذى أصاب العمل السياسى، أنت أمام سياسيين تليفزيونيين وحزبيين فى مجتمع بعيد عن الأحزاب، أنت أمام نوع جديد من المناورات التى يديرها الكهنة، لا يستطيع أحد فرملة طموح المباركين، طالما لم يصدر ضد أحدهم حكم قضائى، ولا تعرف من سيدفع بهم الإخوان، السلفيون لن يحصلوا على أكثر من ثلاثين مقعدا، وربما توافقوا مع المتوافقين على إخلاء بعض الدوائر لهم.
أنت أمام برلمان سيستموت رجال الأعمال الذين أثروا فى عهد مبارك من أجل السيطرة عليه، حتى لا يأتى بتشريعات تقلل من مكاسبهم، هم يريدون مشاركة الدولة فى الحكم، لن ينجح فقير فى التعبير عن إرادة الفقراء فى البرلمان المقبل، لأن الأغنياء ليس من مصلحتهم علاج الفقراء مجانا، هم يعتبرون مجانية التعليم عبث، لأنه يهدد التعليم الخاص، لا شك البرلمان الجديد ضرورى لكى تكتمل الثورة، وربما لكى يتدرب أصحاب المظالم على العمل السياسى، لأن كل ما نشاهده لا علاقة له بالمستقبل الذى ثار الناس من أجله، المستقبل الذى يحدد ملامحه الآن رجال مبارك، ومعارضته التقليدية التى شاركته البيزنس والاستهانة بإرادة الناس.