هناك العديد من نجوم الشر فى السينما المصرية حظوا بحب كبير من الجمهور أهلهم لخوض بطولات سينمائية ومنهم من أصبح نجم شباك أيضًا، فرغم تخصصهم فى تقديم أدوار الشر إلا أنهم كانوا يقدمونها بطرق مختلفة تجعل وجودهم فى أى عمل سينمائى ضروريًا ويضيف كثيرًا له، حيث إنهم يتمتعون بنكهة خاصة وطعم ولون مختلف، ومن أهم شريرى الشاشة الكبيرة الملك فريد شوقى الذى اشتهر منذ بداياته بتقديم دور الشرير فى السينما إلى أن استطاع أن يكون نجم شباك ويقدم أفلامًا بطولة مطلقة ويأتى الجمهور له هو فقط وليس للبطلة التى أمامه، وفى الخمسينيات بدأ يغير جلده نوعًا ما ليقدم شكلًا آخر للبطل بعيدًا عن صورة الشر التى ظل يؤديها طوال الفترة الأولى من مسيرته الفنية، وبعد ذلك غير جلده تمامًا وأصبح البطل الذى يدافع عن الخير فى مواجهة الأشرار وجاءت أفلامه فى هذه المرحلة متميزة ومنها فيلم "جعلونى مجرما"، "رصيف نمرة 5"، "الأخ الكبير"، "الزوج العازب"، "الأسطى حسن" وكان يقف أمامه جميلات السينما المصرية ويتهافتن عليه مثل هدى سلطان، وصباح، وهند رستم، ومن أشهر إيفيهات فريد شوقى "أنا لميتلك السبحة بتاعتك"، "أنا سيد مش سيدة يا أختى".
فريد شوقى فى شبابه
ويأتى بعد ذلك الشرير الطيب الفنان القدير محمود المليجى الذى برع فى تقديم أدوار الشر لدرجة أن الفنان القدير يحيى شاهين كان يقول إنه يخاف من نظرة عينيه أمام الكاميرا، ورغم إتقانه دور الشر بشكل كبير إلا أنه كان يقدمه أيضا بخفة ظل وأسلوب مميز فلا تستطيع أن تكرهه بل على العكس تجد أن الجمهور أحبه وتعلق به أكثر من البطل الخير فى بعض الأحيان فهو لا يقدم دور الشر بطريقة تقليدية وعابرة بل يقدمه بطريقة تجعلك تحبه ولا أحد يعلم هل يعود هذا لبراعته فى تقديم الشخصية أم أن الخير والطيبة التى بداخله تجعل منه شريرا بلمسة طيب.
فريد شوقى مع زوجته هدى سلطان
وليس المليجى فقط هو الذى كان يتمتع بتلك الصفة بل إن الفنان توفيق الدقن أيضا الذى كان من أشهر الشريرين المحبوبين والذين يمتلكون خفة ظل كبيرة، ونجح الدقن فى تقديم أدوار اللص والبلطجى والسكير والعربيد إلى درجة أن بسطاء الناس كانوا يصدقونه فيما يفعله ويكرهونه بسبب تلك الأدوار بل إن والدته توفت بسبب نعته أحد المهووسين بشخصيات الأفلام أثناء سيرهم بسيارته فى الطريق العام فى شارع عماد الدين ولم يسمح الظرف بأن يشرح له أن هذا مجرد تمثيل فقد كانت تجلس بجواره وماتت قهرًا بعد أن اعتقدت أن ابنها الوحيد بهذه المواصفات، واشتهر الدقن بالعديد من "الإيفيهات" الخاصة بها التى ما زالت عالقة فى ذهن الجمهور حتى الآن منها "يا أه يا أه"، "أحلى من الشرف مفيش"، "ألو يا أمم"، "همبكة"، "العلبة دى فيها فيل".
فريد شوقى فى منتصف عمره
زكى رستم يكفى أن يثير اسمه الخوف فى قلوب جمهوره والحب أيضا فهو كان ممثلا بدرجة محترف، حيث كتب عنه جورج سادول المؤرخ والناقد السينمائى الفرنسى، إنه فنان قدير ونسخة مصرية من أورسن ويلز بملامحه المعبرة ونظراته المؤثرة واختارته مجلة "بارى ماتش" الفرنسية بوصفه واحدًا من أفضل عشرة ممثلين عالميين، فكان نموذجًا رائعًا للنجم السينمائى الذى يقوى على أن يتقمص أية شخصية مهما تعددت حالاتها النفسية ومواقفها المتقلبة والمتلونة، فاتن حمامة كانت تخاف من اندماجه عندما يستولى عليه فتقول "يندمج لدرجة أنه لما يزقنى كنت ألاقى نفسى طايرة فى الهواء".
وأيضا الفنان القدير استيفان روستى الذى تميز بتقديمه أدوار الشر بمنتهى القوة لكنه تميز أيضا بخفة الظل فكان الشرير الظريف، ومن أشهر إيفيهاته "أروح أتحزم وأجيلك"، وأيضا الفنان عادل أدهم التى كانت نظرة عينه تخيف الكثيرين فهو كان شريرا ذا طبيعة خاصة فيشعرك إنه شرير ابن ذوات أو شرير مثقف لدرجة أن أطلق عليه لقب "برنس السينما المصرية"، ومن أشهر أدواره فيلم "حافية على جسر الذهب" ومن أشهر إيفيهاته التى ما زال يحفظها الجمهور حتى الآن "أنا عزيز"، و"يا قطة".
فريد شوقى وهدى سلطان فى مشهد من أحد الأفلام
توفيق الدقن
الدقن فى أحد المشاهد
زكى رستم يرتدى الجلباب
زكى رستم فى فيلم النمر
صورة نادرة لفريد شوقى وهدى سلطان
استيفان روستى
عادل أدهم
عادل أدهم صارخًا أنا عزيز
نجوم الشر الذين أحبهم الجمهور ودخلوا قلبه.. فريد شوقى من رئيس عصابة إلى ملك ونجم الشباك.. توفيق الدقن تتوفى والدته بعدما اعتقدت أنه شرير بجد..ويحيى شاهين كان يخشى نظرة عينى محمود المليجى أمام الكاميرا
الإثنين، 12 يناير 2015 08:37 م
زكى رستم فى فيلم النمر