هدير نبيل تكتب: شكرا "إسعاد" على إسعادك لنا

الإثنين، 12 يناير 2015 03:31 ص
هدير نبيل تكتب: شكرا "إسعاد" على إسعادك لنا إسعاد يونس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقال إن كل شخص له نصيب من اسمه، لكنى كنت لا أصدق هذا الأمر إلى أن جاءت الفنانة إسعاد يونس لتثبت ببرنامجها "صاحبة السعادة" إنها حقا اسم على مسمى وأنها مصدر لإسعاد الناس. فإلى جانب ما قدمته من فن جميل على مدار الأعوام الماضية، استطاعت به أن ترسم الاغبتسامة على شفاه جمهورها، فإن برنامجها "صاحبة السعادة" زرع بنفوسنا سعادة من نوع خاص لأنه لا أحد يستطيع أن يشعر بها إلا إذا كان حب هذه البلد يسكن فى قلبه ويسير فى شرايينه.

فما فعلته هذه الفنانة الرائعة هو أنها ذكرتنا بمصرنا الجميلة التى نسيناها وسط خضم الأحداث والتغيرات الاجتماعية والسياسية التى مررنا بها بالسنوات الماضية فجعلتنا نفقد هويتنا وننسى أجمل ما فينا فأصبحت وجوهنا عابسة هائمة لتأتى إسعاد وتعيد لنا السعادة الممزوجة بقشعرينة العودة إلى الأصول.

فتارة ترى مصر فى حلقة حى شبرا التاريخى الجميل الذى اعتبره صورة مصغرة من مصر فترى به المسلم والمسيحى، الطبقة الفقيرة والمتوسطة والغنية، المبانى الأثرية والقصور التى تحولت إلى مدارس وأيضا الأبراج السكنية الحديثة. فكل اسم من أسماء شوارع هذا الحى وراءه حكاية تاريخية مثل خماروية وطوسون إلى آخره.

وتارة أخرى تجدها فى حلقة يهود مصر والأرمن لتذكرك بالتعددية والتعايش الذى كانت تنعم به فتكون وطن لكل إنسان مهما كانت جنسيته أو ديانته. ثم تفتش فى ذكرياتك فتجد حلقة التسعينات وحلقة برامج الأطفال الذى جعلتنى استرجع أجمل ذكريات طفولتى وأيقظت بى الحنين إلى الماضى حيث فترة البراءة وراحة البال دون مشاكل أو هموم. فكنت فرحة مثل الطفل الصغير حين استضافت أشخاص عالم سمسم ووجدت نفسى لا أزال أتذكر الألعاب والأغانى التعليمية التى كان يعرضها البرنامج فأدركت كم نحن بحاجة إلى مثل هذه البرامج الآن لتعلم أطفالنا بدلا من أن ينشئون على أفلام وبرامج الأطفال الأجنبية.

ثم تجد مصر فى حلقة استضافت بها هذه الفنانة الرائعة جنودها المجهولين الذين يقومون بأعمال من غيرها لا نستطيع أن نعيش ولو ليوم واحد ورغم ذلك لا نقدر أدوارهم ونقلل من شأنهم مثل عامل النظافة ورجل المرور وعسكرى الأمن المركزى ورجل المطافى إلى جانب بائعة الورد التى تحلم بأن يكون لها محل ثابت لبيع الورود لأنها تعبت من كثرة التنقل ولكنها سعيدة بعملها لأنها ترى أنها من خلاله تشارك فى إشاعة البهجة بين الناس فتلمس معنى الرضا الحقيقي. وحلقات أخرى كثيرة تظهر لك مصر الحقيقية التى غمرها غبار الإهمال والنسيان فجاءت صاحبة السعادة لتزيله وتقدم لنا المحروسة فى أجمل صورها.

شكرا إسعاد يونس على إسعادك لنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة