محمود سعد الدين

43 كلمة عن علاقة الرئيس بالأحزاب

الثلاثاء، 13 يناير 2015 02:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا علمنا أساتذتنا أن نسطر «الكراسة» قبل أن نكتب فيها؟ الإجابة بكل بساطه، لكى لا نكتب فى المشاع ولكى يكون لكل سطر بداية ونهاية، لا تتداخل الكلمات فتتعقد، ولا تتباعد فتتوه معالمها.
مد الخط على استقامته، وطبق النموذج على لقاء الرئيس السيسى بالأحزاب المصرية، اللقاء غير مسطر، غير محدد المعالم، لا نعرف طبيعته، هل هو لمناقشة الوضع السياسى المصرى قبل الانتخابات أم لمناقشة الأبعاد الدولية بعد حادث فرنسا الأخير، أم لا هذا ولا ذاك ولكنه يرتبط بمستقبل مصر ومشاريعها الاقتصادية التى تحتاج دعم الجميع؟
حقيقة لا أعرف، ولكن ما أعرفه أن إعلام الرئاسة لايزال يسير على النمط القديم، ولدى الدلائل:
بيان رئاسة الجمهورية عن لقاء الأحزاب المصرية جاء فى 43 كلمة، ونصه: «السيدات والسادة الزملاء، يلتقى السيد رئيس الجمهورية غدًا الاثنين 12 يناير 2015 مع عدد من رؤساء الأحزاب السياسية، على أن يستكمل السيد الرئيس لقاءاته مع عدد آخر من رؤساء الأحزاب بعد غد الثلاثاء 13 يناير الجارى»، ومذيل فى النهاية بتوقيع السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.

ركز معى خلا البيان من أى إجابات عن الأسئلة الطبيعية التالية: ما عدد الأحزاب المصرية التى تمت دعوتها؟ لماذا يتم تقسيم لقاء الأحزاب على يومين؟ هل هناك أجندة حوار محددة للقاء؟ هل تعرف من سيحضر فى اليوم الأول ومن فى اليوم الثانى؟ هل نفس ما يقوله الرئيس فى اليوم الأول، سيقوله فى اليوم الثانى باعتبار أنه لقاء أحزاب؟ وإن كان هناك حرص من الرئيس على لقاء كل رؤساء الأحزاب، فلماذا لم يجتمع بهم جميعا فى قاعة المؤتمرات، ويقول كلمة واحدة؟
أسمعك تقول ليس المهم كل التفاصيل والأسئلة الفرضية التى تطرحها وجميعها مزايدة على إعلام الرئاسة، والمهم فى الأمر هو انعقاد الاجتماع، وأنا أرد عليك بأن الفائدة ليست فى الانعقاد، ولكن فيما سنخرج به من الانعقاد، ما سنتفق عليه أو نختلف بشأنه، ما سنطرحه، ما سنناقشه من أجل البلد، سواء كان وضعا سياسيا داخليا أم خارجيا.

ليست الأزمة لدى أن يخرج الاجتماع بنتائج إيجابية أو سلبية، فهذا قيد المناقشات الداخلية، ولكن الأهم أن يظهر الأمر كما لو أنه مرتب جيدا، وتظهر دائرة صنع القرار حول الرئيس ومنسقى الاجتماع مسطرين «كراسة المدرسة» ولا يكتبون على الورقة يمين فى شمال أو من فوق لتحت أو حتى على يومين مثل الاجتماع تمامًا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة