شارك عدد من قادة العالم أمس الأول فى مسيرة تندد بالإرهاب الذى طال فرنسا قبل أيام قليلة، كما أكد دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبى، أن القمة الأوروبية المرتقبة فى 12 فبراير المقبل فى بروكسل ستخصص لمكافحة الإرهاب بعد الهجوم الدموى على صحيفة «شارلى إبدو» كما جاء فى أهرام السبت 10 يناير.
حسنا.. فالتنديد بالإرهاب واجب المحكومين والحكام، ولكن هناك أسئلة مهمة ينبغى البحث بجدية عن إجابات مقنعة لها مثل: من يقف وراء الإرهاب؟ ومن يدعم هذه الجماعات؟ ومن يمدها بالمال والسلاح؟ وما الأسباب التى أدت إلى تأسيس جماعات مسلحة ضد الدولة، بعد أن اتخذت من الدين ستارًا لها ولأفعالها المشبوهة؟
بنظرة سريعة على التاريخ البشرى المكتوب نعلم أن الظلم عندما يتفاقم ضد فئة أو مجموعة أو شعب، تنبثق منه جماعات تقاوم هذا الظلم، وقد عانت الشعوب العربية من ظلم فادح فى القرون الأخيرة، عندما استقوت أوروبا واحتلت البلدان العربية، فأذلت شعوبها ونهبت خيراتها.
ولما تمكنت هذه الشعوب من التحرر من نيران الاستعمار مع منتصف القرن الماضى، عادت القوى الكبرى والتفتت وناورت ووضعت عملاءها على رأس السلطة فى تلك البلدان. للأسف وجدت الشعوب نفسها فى بؤرة الظلم مرة أخرى، فالطغاة الذين يحكمونهم لم يتركوا لهم شيئا سوى العذاب والهموم، والغرب يدعم هؤلاء الطغاة ويعززهم، كما أن شياطين القوى الكبرى اكتشفت الدور الجبار للدين الإسلامى فى حياتنا، فمضت تنشئ جماعات ترفع راية الإسلام لتستخدمها فى صراعها مع دول منافسة أو أنظمة عربية مناوئة! هكذا رأينا دور الإنجليز فى تأسيس جماعة الإخوان عام 1928، ودور الأمريكان فى تأسيس الجيش الإسلامى لمحاربة الاتحاد السوفيتى عام 1979 عندما دخل أفغانستان، ودور الإنجليز مرة أخرى فى إيواء قادة الجماعات الإرهابية ومنحهم حق اللجوء السياسى بزعم حماية حرية الرأى، ودور السادات فى 1972 فى تشجيع الإخوان ليضربوا له تيارات اليسار فى الجامعة! إننا أمام سلسلة بائسة من الظلم والخبث والجهل، ولا حل لمواجهة الإرهاب سوى بإقرار العدل على مستوى العالم كله!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة