أبرز سلبيات مليونية العاصمة الفرنسية باريس ضد الإرهاب فى الداخل والخارج، تصدر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الصفوف الأولى إلى جوار زعماء العالم المشاركين فى المسيرات التاريخية للشعب الفرنسى ضد تنظيمات وجماعات الإرهاب والعنف عقب سقوط 12 شخصا فى الهجوم على صحيفة «شارلى إيبدو» الأسبوع الماضى.
حضور رئيس وزراء الكيان الصهيونى صاحب السوابق الإرهابية الضخمة فى مظاهرات حاشدة هى فى الأصل للتنديد بالإرهاب، شوه المشهد الباريسى المهول الذى ربما يحدث لأول مرة فى تاريخ أوروبا باستدعاء رئيس لشعب للتوحد ضد أفكار وأعمال العنف. نتنياهو صاحب التاريخ الأسود والأيادى الملوثة بدماء آلاف الفلسطينيين العزل والأبرياء وتدمير المنازل وحرق الزرع والنسل فى حروب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى يشارك - رغم عن الجميع وببجاحة منقطعة النظير - فى مسيرات باريس مع قادة ووزراء وسفراء 50 دولة دون أن يدرك أنه وكيانه الإرهابى أحد أهم أسباب الإرهاب فى العالم باستمرار احتلال الأراضى عربية فى فلسطين وبقتل الآلاف وتشريد الملايين والتعنت فى منح الفلسطينيين حق العودة وإقامة دولة فلسطينية مؤقتة فى الضفة وغزة.
زعماء العالم الذين حضروا الانتفاضة الباريسية ضد الإرهاب يدركون أن إسرائيل هى آخر مظاهر وأشكال الاستعمار التقليدى القديم باحتلال أراضى دولة أخرى، وهى الكيان الذى يمارس إرهاب الدولة ويمنح الحجج والتبريرات للتنظيمات الإرهابية بممارسة الإرهاب تحت مسميات وشعارات «الجهاد ضد إسرائيل وتحرير فلسطين» ونشر روح اليأس والإحباط فى نفوس الشباب العربى العادى من سياسة الكيل بمكيالين وعدم احترام بالتعهدات والمواثيق الدولية فى حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة. وضع نتنياهو بحضوره لباريس قادة فرنسا ورئيس وزرائها فرانسوا هولاند فى موقف محرج. فلم ترغب باريس فى حضور رئيس وزراء الكيان الإرهابى فى مشهد أوروبى يحدث للمرة الأولى ومخصص للتنديد بالإرهاب، هولاند أرسل إلى نتنياهو يطلب منه عدم الحضور «حتى لا يتوتر الجو» وتأجيج مشاعر المسلمين الحاضرين للمسيرات، ومع ذلك وبكل بجاحة حضر رئيس وزراء الكيان وحدث ما توقعه هولاند فقد حاول نتنياهو أن يلصق الإرهاب بالإسلام فى خطبته بالمعبد اليهودى بباريس، فانسحب هولاند غاضبا، فقد أجج نتنياهو-الشخص غير المرغوب فى حضوره - مشاعر المسلمين وغير عناوين المشهد الباريسى فى التضامن مع فرنسا ضد الإرهاب إلى زيادة الكراهية ضد إسرائيل.