الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: القيم المشتركة وأهميتها فى نجاح الزواج

الأربعاء، 14 يناير 2015 01:00 م
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: القيم المشتركة وأهميتها فى نجاح الزواج الخبيرة النفسية راندة حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القيم والمبادئ هما ما يمثلان نظرة كل شخص للعالم الخارجى، ويحدد من خلالهما نظرته للحياة، القيم تمثل أخلاقيات الشخص وطريقة تفكيره وتربيته وشخصيته وخبراته وتجاربه والبيئة الاجتماعية والدينية والثقافية التى نشأ فيها.

نادراً ما نجد زوجين يجتمع فيهما نفس القيم حتى لو كان هناك توافق فى المستوى الاجتماعى والثقافى والدينى إلا أن كلا منهما نشأ فى بيئة مختلفة تتبنى قيم مختلفة، ورغم ذلك فالاختلاف فى بعض القيم لا يمثل مشكلة، المشكلة الحقيقة إذا كان هناك تناقض تام فى كل القيم، لأنه سيكون لكلا منهما أولوياته فى الحياة والتى قد تختلف عن أولويات وطموحات ورغبات واحتياجات الطرف الآخر.

أثناء فترة الخطوبة غالباً ما يصعب على الطرفين اكتشاف مدى الاختلاف بينهما فى كثير من الأمور التى لها تأثير مباشرعلى حياتهما فيما بعد خاصة فيما يتعلق بالقيم التى يتبناها كل منهما، فغالباً ما ينحصر الحديث فى الكلام الرومانسى والمشاعر الحالمة والأحلام الوردية وترتيبات الفرح وشهر العسل، ونادراً ما يتطرق إلى أبعد من ذلك، وبعد مرور عدة أشهر من الزواج تبدأ المشاكل تطفو على السطح، وتبدأ المشاعر المتأججة فى الانسحاب وتظهر الاختلافات بين الزوجين نظراً لاختلاف قيمهما ومبادئهما التى من خلالها يرتب كل طرف أولوياته.

الاتفاق بين الزوجين فى القيم والمبادئ تمنحهما الفرصة للتغلب على ما قد يواجههما من عقبات ومشكلات فى حياتهما، لذا الأفضل أن يتواصل الزوجان أثناء فترة الخطوبة من خلال تبادل الآراء والحوار والنقاش عن مستقبلهما حتى لا يحدث صراع بينهما بعد الزواج، فما يمثل قيمة أساسية لطرف قد يمثل قيمة ثانوية للطرف الآخر.

قد يتبنى أحد الزوجين قيم التعاون والمشاركة فى الحياة الزوجية بينما الأخر يتبنى قيمة التنافس، المال هل يمثل للطرفين نفس القيمة أم لا؟ هل الأسرة تمثل قيمة أساسية ولها الأولوية أم النجاح المهنى والمادى أهم؟ قد يرى طرف أن أفضل طريقة لتربية الأطفال أن ينشئوا فى جو من الحب والحنان وإعطاء قدر من الحرية للتعبير عن الرأى وتشجيعهم على بناء شخصيتهم، بينما الطرف الآخر مبدأه أن يربى أطفاله فى إطار من الحزم والشدة والصرامة، فالمتوقع أن يحدث بينهما صراع يدفع ثمنه أطفالهما وهكذا فى بقية القيم.

من خلال الحديث سيتعرف كل طرف على الآخر ونظرته للأسرة والمجتمع وبالتالى قيمه وأولوياته، مع الحب ورغبة الزوجين فى الاستمرار بالرغم من اختلافهما سينجحان فى علاقتهما إذا تقبل كل طرف رأى ونظرة الطرف الآخر وكان لديهما الاستعداد لتبنى قيم الآخر، ومحاولة صناعة قيم جديدة مشتركة خاصة بهما وبأسرتهما، بمرور الوقت سيتمكنان من إيجاد قيم وسطية تكون أساس للمبادئ الخاصة بأسرتهما الجديدة مع عدم إنكار حق الآخر فى الاحتفاظ بقيمه ما دامت قيما نبيلة، وسيؤدى لاستقرار الزواج، ووضع أسس صلبة ترتكز عليها العلاقة بين الزوجين وأن يعرف كل منهما ما له وما عليه، ويقدم كل طرف بعض التنازلات للاحتفاظ بالزواج واستمراره.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة