هل تعلم أن من بين الأحراز الأساسية فى حادث الهجوم الإرهابى على كمين الفرافرة، كاميرا فيديو كان يستخدمها أنصار بيت المقدس الإرهابية للتصوير، وهل تعلم أن الكمين الذى نصبوه لاختطاف ضابط الشرطة قبل 3 أيام كانوا يحملون كاميرا للتصوير، وهل تعلم أن حادث كرم القواديس لم يترك ألما فى قلوب المصريين إلا بعد الفيديو القاسى الذى صوروه بكاميراتهم فى موقع الحادث وقت العملية، هل تعلم أن بيت المقدس يدركون قوة السلاح الإعلامى عن أى سلاح آخر يحملونه «آربى جى كان أو رشاس متعدد»، لذلك لا يتحركون يمينا أو يسارا إلا برفقة كاميرا تصوير.
لماذا التصوير؟ لكى يرفعوا المادة المصورة على مواقعهم الجهادية التى يزورها مئات الآلاف يوميا من كل أنحاء العالم، لكى ينشروا نشاطاتهم كبيرة كانت أو صغيرة، كلمة لأحد قياداتهم أو تفجيرا نفذه أحد صبيانهم، لكى يصيبونا بالذعر الدائم، على مواقعهم كان الظهور الأول لفيديوهات محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وقتل الجنود بسيناء. إذن وما الحل، الحل فى التضييق الإعلامى، فى كسر أحد أهم الأسلحة التى يواجهوننا بها فى معركة الإرهاب، الحل فى إغلاق المواقع الجهادية والمنابر الإعلامية، الحل فى تحرك دولى نحو دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإغلاق المواقع التكفيرية.
وهل يكفى إغلاق المواقع التكفيرية؟ الإجابة الأولى المباشرة، لا لن يكفى طبعا، ولكن الإجابة المتأنية الحكيمة أنها قطعا ستكون مهمة وستصيبهم بالشلل، لأن المواقع حاليا لم تعد بابا لنشر العمليات الإرهابية، ولكن لما هو أبعد من ذلك، سآخذك فى جولة قصيرة مدتها 5 دقائق فى أحد أكبر المواقع الجهادية، وهو المنبر الإعلامى الجهادى، يضم قسمان خطيران، الأول المنتدى العسكرى، والآخر المنتدى الشرعى، وكلاهما يتضمنان جرعات سامة يتلقاها شبابنا المسلم، الذى يدخل الموقع بغرض التصفح والاطلاع، فيقع فريسة للأفكار الشاذة المتطرفة.
فى هذه المواقع السامة، ستقرأ فتاوى عن تكفير الحاكم، وجواز قتل ضباط الجيش والشرطة، فى هذه المواقع أيضا ستجد شرحا كاملا موثقا بالصوت والصورة عن كيفية تصنيع قنبلة. الغريب أن الموقع يقدم أيضا نصائح للمسلم فى القتال، حتى إن كان لا يحمل سلاحا، فى دروس متعددة تحت عنوان نصائح لمن فقد الرصاص، وبجانبها تعليمات عن كيفية صناعة قنابل المولوتوف وصناعة «كاتم الصوت» فى الأسلحة النارية، إضافة لما هو أخطر، كيفية قيادة كبينة الطائرة للمبتدئين.
فى هذه المواقع يصنع الإرهاب، وينمو، وينتشر، ويدخل لكل بيت مسلم دون أن نشعر، من بين أصدقائى رواد يوميا على الموقع، يدخلون بغرض التسلية، ولكن الملاحظ يوميا تغير لديهم فى الفكر وفى التحليل وفى الرؤية لداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية، أصبحوا من المغرمين بفيديو جديد أبو محمد العدنانى أو أبو بكر البغدادى أو أمير خراسان.
الأزمة أن إغلاق المواقع أمر يكاد يكون مستحيلا فى الفضاء الإلكترونى، لو أغلقت موقعا سيخرج للنور 10.. فما الحل؟
ونكمل غدا
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة