"كلمة"يصدر الترجمة العربية لـ"الهند فى العصور الوسطى"للمؤرخ عرفان حبيب

الخميس، 15 يناير 2015 06:38 ص
"كلمة"يصدر الترجمة العربية لـ"الهند فى العصور الوسطى"للمؤرخ عرفان حبيب غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة كتابًا جديدًا بعنوان "الهند فى العصور الوسطى: دراسة حضارة" للمؤلف عرفان حبيب وترجمه إلى العربية الدكتور أحمد عبد العزيز العباسى.

ويتناول الكتاب بطريقة سلسة ومنطقية ومثيرة الجوانب الثقافية المتعددة للهند فى العصور الوسطى ولثلاث فترات زمنية طويلة تمتد ما بين (600 -1750م).

ويناقش المؤلف عددًا من الجوانب المرتبطة بثقافة وحضارة الهند مثل: النظام السياسى والدين والآداب والفنون الجميلة والفن المعمارى والتعليم، كما أنه يركز على الكيانات والطبقات الاجتماعية والاقتصاد والتكنولوجيا ومدى ارتباط تطور هذه الجوانب بالأحداث التى دارت فى الهند ومنها وصول المسلمين إليها واندماجهم فى المجتمع الهندى وإسهامهم الملحوظ فى شتى مجالات الحياة وخاصة مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا.

ونظرًا لطول الفترة الزمنية التى تمت دراستها فى الكتاب، فقد تم التركيز على دراسة ثقافة وحضارة الهند خلال ثلاث مراحل وهى بالترتيب: من 600 إلى 1200، ومن 1200 إلى 1500، والمرحلة الأخيرة من 1500 إلى 1750م. ومما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن المرحلة الأخيرة قد أخذت حيزًا أكبر من الدراسة والتحليل، ولم يكن هذا الاهتمام بهذه المرحلة التى امتدت لقرنين ونصف بسبب قربها من عصرنا فحسب، بل بسبب توافر المواد والمصادر الأولية والسجلات والوثائق والروايات التاريخية المفصلة والشاملة ووجود عدد كبير من الكتب التى تم الحفاظ عليها من خلال المخطوطات ومدونات الرحالة الأجانب والسجلات التجارية للأوربيين.

محاور الكتاب

ومن أبرز المحاور التى تناولها مؤلف الكتاب والمتصلة بحضارة وثقافة الهند وطبيعة تكوين المجتمع الهندى إذ تناول جغرافية الهند وتركيبتها السكانية المتناثرة وانتشار التجمعات السكانية القروية منها والحضرية إضافة الى التجمعات السكانية فى الغابات، وأثر هذا الوضع على تأسيس نظام الإقطاع وظهور الطبقات الأرستقراطية المحلية. وبحسب كثير من المؤرخين، فإن الفترة التى سبقت بداية نظام السلاطين فى دلهى عام 1206م كانت قد اتسمت بفشل الدويلات الهندية المتعاقبة والتى هيمن فيها نظام الإقطاع فى الهند.

كما أشار الكتاب إلى مختلف العلوم التى ازدهرت فى الهند أو التى انتقلت إليها من ثقافات أخرى مثل علوم الطب والفلك والرياضيات والزراعة والهندسة المدنية و الصناعة الحربية وغيرها. واستعرض كذلك مختلف الصناعات اليدوية والحرفية والآلات والمعدات التى تم ابتكارها فى الهند وتم تدعيم ذلك بالرسوم التوضيحية لتلك الآلات والمعدات وكيف تطورت خلال المراحل التأريخية قيد الدراسة، ولعل أبرز الصناعات التى حظيت باهتمام كبير من قبل حكام الدويلات الهندية تلك المتعلقة بصناعة السفن والصناعة الحربية ومعدات الزراعة والرى.

وتناول الكتاب بطريقة تحليلية أهم الديانات التى انتشرت فى الهند حيث ركز على المعتقدات والأديان الرئيسية مثل الإسلام والهندوسية والمسيحية والسيخية، بالإضافة إلى ذكر أبرز الطوائف الدينية المتعددة فى الهند، واستعرض المؤلف عوامل التأثير والتأثر وطبيعة التعايش بين مختلف هذه الأديان والطوائف وكيف أسهم هذا التنوع فى تكوين ملامح الثقافة الهندية وارساء قواعد حضارتها.

وتناول الكتاب أيضا ما ذكره المؤرخون الهنود من أن دخول الإسلام إلى الهند كان هو البديل الرئيسى فى ظل الظروف الدينية التى كانت سائدة فى اوائل العهد الوسيط فى الهند. فقد كانت الجزيرة العربية هى حاضرة ومأوى الرحالة والمسافرين والمزارعين بمدنها وأسواقها المنتشرة فى أماكن كثيرة، ولعلّ مدينة مكة عام 600 تقريباً كانت هى الأكثر ازدهارا بين سائر المدن، فى حين كانت تعيش الهند أوضاعاً غير مستقرة. وعندما فتح المسلمون بلاد السند، سعى الحكام العرب إلى إرساء نظام تعايش فى ظله المسلمون وغير المسلمين من أهل السند. وبحسب إحدى الوثائق التأريخية الهامة، فإن هناك أدلة واضحة ومفصلة تشير إلى حقيقة المعاملة المتساوية التى حظى بها الهندوس فى السند مع أهل الكتاب (اليهود والنصارى)، حيث مثلت هذه المعاملة أعلى درجات التسامح الدينى مع الناس وأماكنهم المقدسة.

ويتضمن الكتاب كذلك ما شهدته الهند من تطور فى مجالات الفنون (العمارة - النحت- الرسم)، حيث شهدت الهند منذ القرن السابع فصاعداً تطوراً فى فنها المعمارى الكلاسيكى القائم على الأحجار والصخور. فنجد أن الآثار المعمارية الباقية حتى الآن هى فى معظمها عبارة عن كتل من الكهوف ومبان تم تشكيلها من صخور حية، وتركزت الأنماط المعمارية على بناء المعابد والسراديب والقباب والأبراج والأقواس، وكل ذلك أسهم بشكل مباشر فى تطور فن النحت على الصخور.

يعمل مؤلف الكتاب عرفان حبيب، كأستاذ فخرى للتاريخ فى جامعة أليجاره الإسلامية فى الهند، وتلقى العديد من الجوائز تقديرًا لإسهاماته فى مجال التاريخ. ويعتبر من أهم مؤرخى الهند فى العصور الوسطى وللمؤلف العديد من الكتب التى تتناول الجغرافيا السياسية وأثر الاستعمار على الهند والتأريخ الاقتصادى والإدارى للهند فى العصور الوسطى.

المترجم د. أحمد عبد العزيز العباسى، أستاذ الترجمة المشارك فى قسم الترجمة – كلية اللغات - جامعة صنعاء –اليمن. للمترجم العديد من البحوث والكتب المنشورة فى مجال الترجمة وكتب مترجمة، ومن ابرز اهتمامات المترجم: دراسات الترجمة ونظرياتها، الترجمة الأدبية والتجارية والتقنية، والقانونية، إضافة إلى اشكاليات الترجمة والثقافة ومسألة الترجمة بمساعدة الحاسوب.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة