كان خبر اختيار مسعود شومان مشرفًا على هيئة قصور الثقافة فى أغسطس من العام الماضى خبرًا مفرحًا، وقلنا إن الثورة نجحت فى فرض إيقاعها على مؤسسات الدولة.. طوال عمره فى قلب الحياة الثقافية، شاعرًا وباحثًا فى التراث الشعبى، وله عشرة دواوين وعشرات الكتب والأبحاث، اعتبرنا تعيينه انتخابًا للكفاءة والإخلاص، فى شهرين ونصف الشهر زار 11 محافظة ومحافظًا، وأطلق مشروع وصف مصر الآن، وسعى لإنشاء قصر ثقافة حلايب، وبدأ مشروع القوافل الثقافية، وقرر فتح الملفات المسكوت عنها فى الهيئة، لكن أحد المتهمين فى التسبب فى محرقة بنى سويف رفع قضية على لجنة اختيار القيادات فى الهيئة، خسرتها، ربما بسبب تقصير أو تواطؤ، الله أعلم.
وقبل أن يبت القضاء الإدارى فى المسألة أسند وزير الثقافة إلى مسعود مهمة شاقة أخرى، اسمها رئاسة البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، حاول هناك أيضًا بعث الروح فى فرقة رضا، واستعاد سيرك مايو الذى كانت هيئة المجتمعات العمرانية «طمعانة» فيه، وجد مسرح محمد عبدالوهاب فى الإسكندرية فى حاجة إلى معجزة ليضاء من جديد، وأيضًا سيرك العريش، ومسرح البالون، والسيرك القومى.. هو مخلص فى عمله، لكن لا أحد يدعمه فى الحكومة، فى المكان الجديد فوجئ- لا شك- بالخلل فى اللوائح والهيكل الإدارى، وانتشار ثقافة الشكاوى، وسطوة الأقارب ونفوذهم، وبلا صلاحيات كافية، بالإضافة إلى المشكلة التى لا حل لها، وهى الصراع بين الإداريين والفنانين.. مسعود طاقة جبارة، ويعرف دهاليز العمل الثقافى فى الوزارة والشارع، ويحبه المثقفون، ولا أعرف لماذا تتم محاصرته هكذا؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة