أصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، كتاب "مطالع شموس السير فى وقائع كرلوس الثانى عشر" تأليف فولتير، وتعريب محمد مصطفى البياع، وراجع الكتاب وصححه رفاعة رافع الطهطاوى.
هذا الكتاب هو العدد الثالث من سلسلة "أوائل المطبوعات المصرية" التى تقدمها دار الكتب المصرية لعشاق المعرفة وذلك فى إطار إعادة إنتاج وتوزيع تراثنا الفكرى وأوائل ما نشرته المطبعة المصرية فى عهودها الأولى. جاء تعريب هذا الكتاب بأوامر حضرة رفاعة أفندى الطهطاوى ناظر مدرسة الألسن آنذاك الذى وضع خطة لترجمة مجموعة من الكتب التى تغطى تاريخ العالم فى مختلف عصوره، وعمل على تنفيذها من خلال بعض خريجى مدرسة الألسن.
أما أهمية الكتاب فتأتى للعديد من الأمور التى يمكن إجمال بعضها فيما يلى: أولا: الكتاب من أوائل الكتب التى تم تعريبها فى عهد محمد على أخرجته مطبعة بولاق فى 1841 م، فى فترة تم فيها الانفتاح على تاريخ وتجارب الدول والشعوب الأخرى، وخاصةً الأوروبية.
وثانيًا: يؤرخ الكتاب لتاريخ السويد منذ القرن السادس عشر وحتى أوائل القرن التاسع عشر، وهى فترات مهمة مع أنها انتهت بهزائم وكوارث بعد أن بدأت بانتصارات رائعة. ومع ذلك فالكتاب لا يؤرخ للسويد فحسب، بل تطرق لتاريخ بلاد أخرى كالدانمارك وروسيا والنمسا وأوكرانيا.
ثالثًا: تم تدريس الكتاب- بعد ترجمته- فى بعض المدارس التى أنشأها محمد على باشا، وكان كتابًا تثقيفيًا على درجة عالية لكل من طالعه من المصريين حيث عرض لتجارب أمم أخرى وكيف عاشت لفترات حالة من التدهور بسبب اختلاط أمور الدين والدنيا والبحث عن المنافع الشخصية على حساب الأمة بأسرها.
رابعًا: أورد الكتاب بعض المعلومات عن كيفية تكوين نظم جاسوسية لمصلحة ملك ما أو دولة ما، الأمر الذى ظهر فى شبكة التجسس التى أراد كرلوس الثانى عشر تكوينها لمصلحة مشروعه.
خامسًا: أورد فولتير الكثير من الأمور التى سمعها بنفسه من معاصرين للأحداث فى بولندة وروسيا والدولة العثمانية وغيرها، مما يزيد من مصداقية المعلومات التى أوردها، كما ان الكتاب وثيق الصلة بتاريخ المسألة الشرقية والدولة العثمانية التى كانت تسيطر على أوروبا الشرقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة