لا يمكن لأحد منا إنكار أننا بنى آدم عليه السلام، نبحث عن شىء واحد فى رحلة الحياة الدنيوية، ونعلم أننا لا نمتلك إلا أن نجده فقط فى تلك الرحلة، إن اجتهدنا وبذلنا ما يمكن من جهد لندرك هذا، حتى نفوز برؤياه فى حياة أخرى، نؤمن أننا سنحيا فيها من إيماننا بوجود ما نبحث عنه لأنه واحد أحد فرد صمد.
نعمل ونحيا من أجل الوصول إلى إدراك الخالق جل شأنه، فعندما تتجلى أمام أعيننا حقيقة أن الله فى كل شىء نراه أو نفعله أو حتى فى كل كلمة ننطق بها، إنها حقًا وإن كنت عاقلاً، قدرة الله فى خلق أبدع فيه وبمشيئته بدأ وبقدرته أيضًا أن ينهيه.. إنه القادر الذى منحنا الحياة بأسرها وأنعم علينا بكل ما نحتاجه لنحيا فى ملكه العظيم.
الله.. نعم إنه إله السموات والأرض وصاحب ما لا يمكن أن نعرفه أو نحصيه، نسعى لإدراك وجوده يقينا بأعيننا باستخدامنا الحسن لنعمته علينا.. إعمال العقل واجب على كل من فينا يؤمن به، لأن الإيمان ليس مجرد كلمات ينطق بها الإنسان وقتما حاول أن يكون بكامل قواه العقلية، لذا فإن الإيمان واحدة من صورة وليس كلها نجدها فى عمل لا نغفل فيه عن ذكر من منحنا كل شىء وأى شىء.
العمل يحتاج لعلم نتعلمه لنحسن الصنع وننفذ المهمة التى بُعثنا من أجلها، فكن مصدقًا لقول الخالق سبحانه عندما قال: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، إذن عليك العمل من أجل إرادة الله.. عليك أن تعيش حياتك متمتعًا ومستمتعًا بها، باحثًا عن رضى مانح الرضا ومانح من فى عوالمه علمه: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".
فى آخر الكلام.. من لم يبدأ منا فى رحلة البحث عن الله فى كل ما حوله وكل ما يعرفه، عليه أن يسارع ويعلم أن عليه عبادته وإرضاءه حتى يرضى علينا ويجعلنا أمة راقية ومتحضرة وصلت إلى وجوده بالعلم والعمل إيمانًا به.. يجب أن نراعى الله فى كل ما نعمل وكل ما نقول ونخلص عملنا سواء لنا أو لغيرنا ممن يصاحبنا فى رحلتنا، لنتملك وطنا تتجلى فيه إرادة الله خيرًا على أهله ومن فيه، فهو من قال فى رسالته الأخيرة لخلقه أجمعين: "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ"، و"ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة