محمد حسن رمزى - الله يرحمه - لم يكن مجرد منتج سينمائى عشق الفن السابع وأخلص له بكل عمره وأعصابه، رمزى كان يتعامل مع السينما طوال الوقت بمنطق المعشوقة، الفتاة التى يواعدها ويسهر يفكر فيها ويشتاق ويعانى اللوعة والشوق، وبينه وبين السينما حواديت عشق تكتب، كان يردد: لما ألاقى فيلم حلو كأنى فزت بكنز.
رمزى آخر المنتجين المحترمين فى السينما، وأول من ذهب إلى لجنة الدستور حتى تضمن مواده حقوق الملكية الفكرية، وأخذ يصرخ: «دى قوتنا الناعمة لو أهملتها راحت آخر مساحة مصر» وكان أحد أسباب تضمين هذا المعنى فى الديباجة التى أبهرتنا، ولأنه ابن ناس وأبوه المخرج الكبير والمنتج حسن رمزى وشقيقته الرائعة المعتزلة هدى رمزى، والتى لا تزال تتمتع بوجه ملائكى رغم مرور العمر، والله يصبرها، ويكون فى عونها، لأنها مرتبطة بشقيقها جداً.
المهم أن هذه العائلة بالأبناء والأحفاد أعطت الفن السابع أقصى ما تستطيع، وبقيم من الثقافة والاحترام للمهنة، وأيضاً بالإيمان أن الفن رسالة اجتماعية وإنسانية، وفى آخر لقاء جمعنى بالصديق الراحل كان يجلس بجوارى فى مؤتمر المجلس القومى للمرأة حول الدراما وقضايا المرأة، ووجدنى منفعلا بسبب مشاركة اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى مسلسل متخم بالابتذال، وانفعل معى وطالب بمحاكمة المسؤول الذى شارك فى إنتاجه أو شرائه وعرضه على شاشة تليفزيون الدولة، وقال إن الفضائية التى عرضته اعتذرت للمشاهدين من كم الألفاظ ومشاهد الشذوذ، وطالب صناع الدراما أن يتعلموا مما حدث فى السينما، وألا يقلدوا الأفلام التجاربة الهابطة لأن المسلسل يدخل كل بيت.
وفى مناظرته الشهيرة مع السبكى كان فى غاية الرقى، ولم يخرج منه لفظ يؤخذ عليه، وفى انتخابات الرئاسة كلمنى وقال إنه يرى بعض اللجان فارغة وأجر سيارات وأمسك ميكروفونا وطاف شوارع الجيزة والقاهرة كلها ينادى على الناس تنزل، وأخذ يصرخ أنقذوا مصر، مصر تناديكم، وأرسلت كاميرا تنقل صرخاته على الهواء وكأننى أمام درويش أو مجذوب بعشق مصر، كلام كثير يمكن أن يقال عن محمد حسن رمزى، لكنى وجدت نفسى أكتب هذه القصيدة علها تصله.
على فين يا صاحبى مسافر.. والرحلة مالهاش آخر.. والروح ملاها التعب.. فى دنيا مجنونة.. يا دنيا يا كهينة.. قلبى تعب م العوم.. نفسه يلاقى شط.. وعد مليون سفينة.. وخط مليون خط.. لانوتى شاور بطوق.. ولامنار من فوق.. بعت أمان للمدينة..ياتوهه ياتوهه.. الرحلة معتوهة.. وعبيطه وسفيهه.. ولسه بنقول توت.. ويصفر النبوت.. يحصدنا موت.. ورا موت.. وبرضه بنسافر.. دى طاحونة ولمونة.. دايخة ومجنونة.. واحنا طحين الطين.. بتدوسنا.. تهرسنا.. وف ترسها حاطين.. روسنا فى قواديسها.. واللعبة هياها.. واحنا..جواها.. كما تور ومتغمی.. وحيتان فى ميتها.. تتسلى بشقانا.. يادنيا سايقانا.. امتى بقى تبطلى.. عمايلك السودة.. ولابقت موضة.. نلحس فى اعتابك.. ونمشى طول العمر.. بالامتثال والجبر.. ولارجعة ولاعوده.. ومجبوربن عالسفر ).
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة