كمال حبيب

أنا ومكتبة الإسكندرية «2 - 2»

الإثنين، 19 يناير 2015 11:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أكن أدعى إلى المؤتمرات التى تعقدها مكتبة الإسكندرية أبدا، لكنها مشكورة دعتنى لمؤتمر العام الماضى عن الثورات العربية، وحينها التقيت بالمشرف العام على أنشطتها خالد عزب وطلب منى ورقة للنشر فى سلسلة مراصد التى تصدرها وحدة الدراسات المستقبلية بالمكتبة. وأنجزت فعلا ورقة بعنوان «العنف بتأويل دينى.. حالة مصر» وأرسلتها للمسؤولة عن التحرير وانتظرت طويلا ثم حاولت الاتصال بخالد عزب مرارا وتكرارا فلم يكن يرد على حتى أيست منه.

عدت أسأل مسؤولة التحرير فأفادتنى بأن الورقة فى طور التحكيم وأن قرار المحكم سيصلنى حين يفرغ منها، قلت لا بأس فالتحكيم مطلوب فى الأوراق العلمية، كما أن السلسلة محكمة، وبعد فترة طويلة أرسلت لى سكرتيرة التحرير مشكورة ملاحظات المحكم فقمت بتعديل ما أبداه من ملاحظات مفيدة وقيمة وانتظرت طويلا لتطبع الدراسة ضمن سلسلة مراصد بلا جدوى.

اتصلت بسكرتيرة التحرير التى أصبحت مرجعى الأساسى فى القصة إذ إن المشرف العام لا يرد على خلق الله وهو مشغول أكثر بالسفر والترويج لما يكتبه ويعيد كتابته ويتقدم للحصول على جوائز أطالعها فى الأخبار بين الفينة والأخرى، أفادتنى سكرتيرة التحرير أخيرا بعد ملاحقة وعناء أن المكتبة تعانى من مشاكل مالية وأن المشرف العام خالد عزب أفادها بأن الدراسة لن تطبع بسبب التعثر المالى فى المكتبة وقلة الأموال التى لم تعد تكفى لطباعة ونشر الدراسات التى تم تحكيمها.

التقيت المشرف العام خالد عزب أثناء مؤتمر الإسكندرية الأخير عن مواجهة التطرف وأفهمته أن الدراسة التى طلبتها مكتبة الإسكندرية ودفعت لى مكافأتها وبالطبع مكافأة المحكم هى فى صلب موضوع التطرف، وكان حريا بكم أن تكون مطبوعة ضمن الملف الذى جرى توزيعه على المشاركين، وكان فيه إصداران عن «سلطة الحديث فى السلفية المعاصرة» للباحث الفرنسى ستيفان لا كروا، والآخر عن إدارة التعددية الدينية.. الأقباط فى مصر نموذجا للباحثين الصديقين سمير مرقس وسامح فوزى.

قيل لى إن الدراسة التى كتبتها متاحة على موقع مكتبة الإسكندرية فدخلت على الموقع أبحث عنها فلم أجدها، وحين بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبين كان لا بد من الكتابة عن القصة، فأسوأ ما يمكن أن تصاب به مؤسسة هو التبلد وعدم المسؤولية من جانب المسؤولين عن الشأن الثقافى فيها، وكأنك تؤذن فى مالطه، ويصبح الهم الكبير هو عمل الاحتفالات الكبرى دون حرث حقيقى لفتح أبواب المستقبل أمام نخب ثقافية جديدة والتعامل بجدية وشفافية مع من طلبت منهم المكتبة أن يكتبوا لها ضمن سلاسلها.

تحتاج مكتبة الإسكندرية إلى تجديد دمائها وقيادتها، كما تحتاج النخب الثقافية فى الهيئات الثقافية المختلفة إلى فتح الباب أمام قيادات جديدة وعقول جديدة تكون أكثر استجابة للعصر وتعبيرا عن مطالب الثورة ومطالب التغيير فى مصر، ويبقى الود ما بقى العتاب، وأعود فأقول إن مكتبة الإسكندرية من أهم الوجوه الحضارية لمصر وهى أحد مصادر قوتها الناعمة، وهى بحاجة إلى تجديد دمائها، كما تحتاج القيادات اللابدة فى وزارة الثقافة إلى تجديد هى الأخرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة