علاء عريبى صديق قديم التقينا أول العمر، يعمل فى جريدة الوفد، بدأ محررا ثقافيا، وصنع جسورا متينة مع الحركة الثقافية فى الأقاليم، هو شخص يحترم القارئ ويحترم نفسه، صدر له قبل أيام عن دار اقرأ كتاب «فتاوى لها تاريخ.. قراءة فى الخطاب الدينى الحكومى»، ويقدم فيه قراءة لفتاوى دار الإفتاء المصرية لما يقرب من مائتى سنة، منذ تولى الشيخ حسونة النواوى منصب مفتى الديار المصرية سنة 1895 وحتى د. على جمعة، ليضاف إلى كتابيه «البكورية فى المجتمع التوراتى دراسة فى ديانات الشرق الأدنى القديم»، و«قبر يوسف النبى بين المرويات التاريخية والنصوص الأثرية»، ناقش قضايا المرأة، وكيف نظر الفقه التابع للحكومة أو الفقه الحديث للمرأة ومكانتها ومشاكلها داخل الأسرة والمجتمع.
ناقش مشكلة نفقة الزوجة، هل الزوج ملزم بالإنفاق على زوجته خلال مرضها، وناقش أيضا فقه أهل الذمة، من خلال خمس قضايا منها: مشكلة توريث الزوجة المسيحية من الزوج المسلم، حيث يشير الموروث الفقهى إلى عدم توريث الزوجة المسيحية أو اليهودية من تركة زوجها المسلم لاختلاف الديانة، وأيضا قضايا تهنئة المسيحيين فى أعيادهم وأفراحهم والمناسبات الخاصة بهم، ومشكلة شرعية دفن المسيحى فى مقبرة واحدة مع المسلم، وأيضًا مشكلة دية المسيحى واليهودى، وغيرها من القضايا التى اختلف حولها العلماء، الكتاب وضع يده على طريقة تفكير رجل الدين الرسمى غير المستعد للاجتهاد، علاء عريبى «شفاه الله» يبحث دون قصد عن بذور التطرف، بلغة سهلة ورشيقة، وبذل جهدا رائعا لكى يختزل مائتى عام من الوصاية على عقول المسلمين.