وفى عملية الجرد السنوى للأشخاص والأحداث يحتل تنظيم«داعش»، مقدمة الظواهر فى العالم العربى والإسلامى ومثلت خلاصة تفاعلات التنظيمات الإسلامية المسلحة، مع تكنولوجيا الاتصال ومناورات السياسة الدولية والإقليمية.
«داعش» ومعها بعض الجماعات الإرهابية الفرعية، بدت وكأنها المستفيد الوحيد من الربيع العربى، بينما خسرت الشعوب عندما وجدت نفسها بين نار التسلط والديكتاتورية، وجحيم داعش وأخواتها، كان ظهورها فى سوريا وفى العراق، وليبيا مؤشرا على نهاية أى تطور ديمقراطى سلمى، لقد حرصت داعش العراق وسوريا وليبيا على تنظيم استعراضات مسلحة، ونشرها باعتبارها فتوحات، مع ماتيسر من تطبيق الحدود أو الرجم أو قطع الرقاب، أما باقى تفاصيل الحياة فلن تجد لها وجودا.
المفارقة أن داعش التنظيم الإرهابى الأكثر عنفا ويحمل أفكار ما قبل القرون الوسطى، أصبح ينافس على الشو ومواقع التواصل فيس بوك وتويتر ويوتيوب، و يسعى لامتلاك أحدث التكنولوجيا والقدرات ويمتلك مخرجين ومنتجين ومبتكرين ومطورين تكنولوجيين، وبدا حريصا على تقديم نفسه، ومخاطبة المراهقين وتجنيد الأطفال، و استقطب الشباب الشارد فى أوروبا والعالم ممن يذهبون إما للانخراط فى القتال الفوضوى، أو الفتيات يذهبن لجهاد النكاح، وظهر نجم داعش المدعو إسلام وهو صبى متعلم جيدا، يمتلك صفحة على الفيس بوك وصورا وفيديوهات بعضها يركب حصانا أو يحمل سيفا، وهو ممثل لجيل من الإرهابيين الجدد ممن يسعون للنجومية.
داعش يسعى لنشر فيديوهات قطع الرؤوس والقتل والإعدام والعنف، وبعد مبايعة المدعو أبوبكر البغدادى خليفة، حرصت الجماعة على بث فيديوهات تظهر انتصارات، بينما الانتصارات المؤكدة لداعش كانت على الشيوخ والأطفال والنساء الإيزيديات أو المسيحيات فى الموصل أو العراق وسوريا، وصنعت أفلاما مختلفة سعت لأن تقدم الحقيقة أو ما تتصور أنه الحقيقة ردا على الأكاذيب، فى الفيلم تقدم نفسها بوصفها جماعة من الأنقياء تسعى لإقامة العدل، ومع هذا لاتنكر أبدا أنها تقيم العدل بقتل المختلفين معها من ديانات أخرى مسيحيين أو إيزيديين بل ومسلمين من مذاهب مختلفة شيعة أو حتى سنة، وظهر فى الفيلم الترويجى من قدمهم المخرج على أنهم مواطنون عاديون يبدون سعداء بـ«داعش»، يستمتعون بالعيش تحت عدالة الدولة المزعومة، ولم ينجح الماكيير الداعشى فى إخفاء رعب الكومبارس وهو يتحدث تحت التهديد.
كل ما نجحت داعش فى ترويجه هو قطع الرقاب وسبى النساء وبيعهن فى سوق النخاسة، وحصار العزل والأطفال وتجويعهم فى الجبال، لكل هذا فإن داعش تبدو أحد نجوم وظواهر العام الماضى، وتسعى لنجومية افتراضية بالرغم من أنها تحمل أكثر الأفكار تخلفا ودموية وبدائية، وهى طريقة تفكير تنافس على النجومية مثل باقى ظواهر عالم الإنترنت.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة