«1» يرى الإخوان أنه من الواجب علينا معاملتهم كضحايا لا كمجرمين، يظنون أن ما حدث أمام الاتحادية ومكتب الإرشاد وفوق منصة رابعة وما يخرج على ألسنة قادتهم وشبابهم من تهديدات، وما تتقاذفه مظاهراتهم من خرطوش ورصاص ومولوتوف، خطايا صغيرة، يجب أن نتقبلها ونتفهمها ونغفرها فى إطار رد فعل الغاضب والمغلوب على أمره، ومن لم يفعل ليس له عند الإخوان سوى الاتهام بالجهل وعبادة البيادة وبيع الضمير وكراهة الإسلام.
أول الأسباب التى تجعلك راضيا مرضيا عن إزاحة مرسى وإخوانه من مقعد السلطة، قناعة الإخوان بأنهم لم يرتكبوا جرما أو ذنبا فى حق مصر والمصريين، ورفضهم أن يكونوا جزءا من الحل مثلما كانوا جزءا رئيسيا من الجريمة.
خطاب ساذج توجته تصريحات قيادات الإخوان فى قطر بخصوص كيفية اختيارهم للسيسى وزيرا للدفاع، التى قالوا فيها: إنهم اختاروه بسبب تدينه وحرصه على الصلاة، ثم جاء مرسى ووضع درة فوق تاج التصريحات الساذجة وقال فى قاعة المحكمة إن السيسى هو الذى قتل المتظاهرين، وإنه تكتم على الأمر حرصا على تماسك الجيش.
وفى كلا الأمرين الإخوان دون أن يدروا يعترفون بأنهم لا يصلحون أبدا لحكم مصر، ثم نقف لنسأل مرسى: ولما السيسى هو اللى قتل المتظاهرين.. عينته ليه وزير دفاع؟ ولماذا صمت عن نشر ما تملكه من معلومات، هل لأنها ورقة مزيفة كنت تحفظها للابتزاز أو التشهير أم لأن السلطة والحفاظ عليها أهم عندك أنت وإخوانك من الدم والشهداء والوطن والعدل؟!
وفيما يخص مسألة اختيار السيسى لأنه كان يصلى، ثم اكتشاف الإخوان أنهم تعرضوا لخدعة، نسأل أيضا: لماذا يريد الإخوان وشبابهم من الناس فى الشوارع أن تنحاز إليهم وتختارهم لأنهم متدينون وبيصلوا وحاملين للقرآن ولا يكذبون.. بينما تجربتهم أنفسهم مع الاختيار وفق هذه الأسس أثبتت فشلها؟!.. اعقلها لكى تفهم.
«2» تعال أضف إلى جعبتك المزيد من السهام.. وقف الرجل الكبير وسط أنصاره مهللين وهو يقول: «أنا أرفض أن نجعل الحكم العسكرى عدوا لنا ونقوم عليه بثورة، كما قمنا على نظام مبارك، فالمشهد الآن مختلف تماما، مبارك كان عدوا لكل أطياف الشعب، أما الآن فالشعــب كله لا يعادى العسكر، هم بشر يصيبون ويخطئون، ولابد أن نصوب لهم خط سيرهم ولا نصنع منهم عدوا جديدا بثورة جديدة.. ما الذى سنحطمه؟ مؤسسة من مؤسسات مصر؟ وماذا سنحرق؟ ممتلكاتنا؟!».
الرجل الكبير صاحب الكلام السابق هو محمد بديع، مرشد الإخوان، قال هذه الكلمات بحماس فى لقاء تليفزيونى عقب أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود، ووقتها نشره شباب الإخوان واحتفوا به وقالوا إنه نبراس يخرج بمصر من نفق الانقسام وشبح المعارك إلى أرض الاستقرار.
اليوم نفس المرشد العام ونفس الشباب ونفس قيادات الإخوان يعتبرون الجيش المصرى أعداء يجب قتلهم، ويعتبرون أى مواطن رافضا لهجومهم على الجيش ودعوتهم لقتل ضباطه عبدا للبيادة، دون أن يجرؤ أحدهم على الاعتراف بأن أول من بشر بديانة عبادة البيادة هو مرشدهم بديع، وأول من سبقوا للإيمان بتلك الدعوة هم أنفسهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة