قال "أولى سلوث هانسن" رئيس استراتيجية السلع فى ساكسو بنك أن التقلب بلغ ذروته بصورة استثنائية خلال الأسبوع الماضى وتحديداً فى يوم الخميس نتيجة الحركة المفاجئة التى قام بها البنك المركزى السويسرى متمثلة فى إزالة ربط الفرنك باليورو مما أثار صخباً عارماً فى طلبات الشراء على العملة دافعاً إياها بنسبة 40% مقابل اليورو قبل الاستقرار مجدداً عند نسبة أرباح قدرها 19% لكن ذلك حدث متأخراً بعد أن اهتزت ثقة السوق واجتاحت فئات الأصول بما فيها السلع حركة متجددة من تجنب المخاطرة.
وأشار ""أولى سلوث هانسن" إلى أن المعادن الثمينة حققت على الجانب الآخر أكبر الأرباح خلال الأسبوع فى كل من الذهب والفضة مغردة خارج سرب ارتفاع الدولار حيث ينظر إلى الحركة التى قام بها المصرف المركزى السويسرى على أنها نذير عن مقدمة شاملة من التيسير الكمى سيقوم بها المصرف المركزى الأوروبى يوم الخميس القادم، وساهم هذا إلى جانب الهبوط المفاجئ فى عائدات السندات إلى تقليص التوقعات حول مدى العدوانية التى يمكن للاحتياطى الفيدرالى الأمريكى القيام بها فى رفع معدلات الفائدة.
وأضاف "رئيس استراتيجية السلع فى ساكسو بنك" أن مؤشر بلومبيرج للسلع تصدر الخسائر للأسبوع السادس على التوالى مع مراوحة المؤشر فى مستويات لم نشهدها خلال 12 سنة الماضية فى حين واجهت المعادن الصناعية بدروها انهيارها المصغر بينما لم يتغير النفط الخام خلال الأسبوع ولكن ليس قبل أن يشهد أسبوعاً آخر من التقلب المفرط.
وأكد ""أولى سلوث هانسن" أن قطاع الزراعة هبط إلى أدنى مستوياته فى ثلاثة أشهر مع إثارة عمليات البيع عبر قطاع المحاصيل الرئيسية مثل حبوب الصويا والقمح والذرة مدفوعة بالنظرة المستقبلية على وفرة العرض ناهيك عن مساهمة هبوط أسعار اللحوم عائدة إلى مستويات شهر سبتمبر إلى انخفاض القطاع بصورة أكبر.
وأشار إلى أن النحاس تدهور بنسبة 9% تقريباً يوم الخميس بعد تلقيه ضربة مزدوجة من الأخبار السيئة تمثل أولها فى حصول الاختراق التقنى تحت 6000 دولار أمريكى للطن فى بورصة لندن للمعادن تلاه قيام البنك الدولى بتخفيض الائتمان الاقتصادى العالمى حيث عبَّر البنك صراحة عن تباطؤ فى الصين بوصفه أحد أهم أسباب انخفاض التصنيف. ويسلط هذا الضوء على حساسية النحاس حيث ينتهى أكثر من 40% من الانتاج العالمى فى الصين.
وبالتالى توسع هذا الاضطراب الذى شهدناه ضمن السلع الأخرى خلال الأسابيع الستة الماضية-لا سيما فى النفط الخام ناهيك عن خام الحديد وبعض المنتجات الزراعية-إلى المعادن الصناعية حيث شهد هذا القطاع (شأنه شأن النفط الخام) ارتفاعاً فى العرض استجابة لارتفاع الأسعار التى سادت حتى سنوات قليلة.
وأوضح "أولى سلوث هانسن" أن الذهب انتفع من كل من السقوط القادم من سويسرا بالإضافة إلى ارتفاع التوقعات بقيام البنك المركزى الأوروبى بالإعلان عن برنامج التيسير الكمى الشامل يوم الخميس القادم.
أضف إلى ذلك استمرار عدم الاستقرار حول نتائج الانتخابات اليونانية بتاريخ 25 يناير وانهيار عائدات السندات ارتفع الذهب إلى أعلى مستوياته فى أربع سنوات تقريباً.
وأشار إلى أن مؤشر سبايدر لإئتمان الذهب، وهو أكبر صندوق استثمارى متداول فى البورصة المدعومة بالذهب على مستوى العالم، قال أن مخزوناته ارتفعت بنسبة 1.35% إلى 717.2 طن يوم الخميس وهى أكبر قفزة فى المخزونات منذ شهر أغسطس 2011. ويتمثل أكبر الرابحين فى الوقت الحاضر فى معدل الذهب مقابل اليورو الذى ارتفع بنسبة 10% هذا الشهر إلى أعلى مستوياته منذ شهر مايو 2013
وبالتالى عاد المعدن الأصفر إلى متوسط التحرك الممتد لمئتى يوم الخاص به والذى أمضى تداوله فيه معظم السنة الماضية وبعد الاختراق إلى مستوى أكتوبر المرتفع عند 1,255 دولار، لم يقف سوى ارتداد فيبوناتشى بنسبة 68.2% الخاص بعمليات البيع الشرهة التى سببها الدولار فى وجه التحرك باتجاه مقاومة خط الاتجاه عند 1,300 دولار. ويتمثل الدعم فى هذه الآونة عند المستويات المرتفعة فى شهر أكتوبر عند 1,238 دولار متبوعة بمعدل 1,229 دولار.
ونوه "أولى سلوث هانسن" أن النفط الخام يشهد تقلباً مفرطاً مع استمرار البحث عن خط الأساس بعد الهبوط إلى رقم قياسى جديد خلال خمس سنوات فى كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بعد تداولهما بقية الأسبوع متنرحين بنسبة 10% فى كلا الاتجاهين ولم يتغير سعر الخامين العالميين مع نهاية الأسبوع.
واضاف "أولى سلوث هانسن" أن الأخبار المتضاربة والبيانات القادمة من السوق تشير إلى أن عدم الاستقرار أبعد ما يكون عن الانتهاء وبالتالى فإن النظرة المستقبلية فى الوقت الحاضر حول انتعاشٍ مستدام تبدو على بعد أسابيع أو حتى أشهر. حيث أشارت منظمة الأوبك فى تقريرها الشهرى الصادر يوم الخميس إلى أن المشكلة الحالية فى السوق تتمثل بصورة بالغة الوضوح فى انخفاض الطلب على خام أوبك هذه السنة مع توقع أن يؤدى ارتفاع أسعار النفط الخام إلى كبح جماح نمو العرض الأمريكي.
حيث ينظر الكارتل إلى هبوط الطلب فى عام 2015 على خامه النفطى إلى 28.8 مليون برميل فى اليوم هبوطاً بمعدل 100,000 برميل مقارنة بالشهر الماضى مما يسلط الضوء بوضوح على الهوس الذى يسود السوق خلال هذه الآونة فى التركيز على زيادة العرض من أوبك وحدها حسب توقعاتها الخاصة مما سيؤدى إلى ما لا يقل عن مليون برميل يومياً وهو ما يزيد على ما يحتاجه السوق العالمي.
وبالتالى تحمل تجربة وضع البيض كاملاً فى سلة واحدة أملاً فى انخفاض فى انتاج النفط الأمريكى فى طياتها خطراً محدقاً فى هذه المرحلة فى الوقت الذى يرتفع فيه الانتاج الأمريكى إلى أعلى مستوياته منذ 1983 على الأقل. حيث حدث هذا فى وقت انخفض فيه انتاج منصات النفط الأمريكية بنسبة 12% وبينما تظهر تضرر المنتجين الهامشيين فى الوقت الحاضر بسبب الهبوط، لا نزال ننتظر رؤية تأثير كبير على قدرة منتجى النفط الصخرى الأمريكى على الإنتاج.
وأكد "رئيس استراتيجية السلع فى ساكسو بنك"أن زادت الصين بوصفها أكبر مستورد للنفط الخام من وارداتها بمعدل مليون برميل يومياً خلال ديسمبر مستمرة فى الاستفادة من انخفاض الأسعار لزيادة احتياطاتها الاستراتيجية مما حدى بوكالة الطاقة الدولية إلى التعبير عن نبرة تفاؤلية فى تقريرها الشهرى الصادر يوم الجمعة من خلال توقع أن التباطؤ فى نمو الدول خارج منظمة الأوبك سيؤدى إلى زيادة فى الطلب من أوبك. وقال البيان كذلك: "قد لا يكون انتعاش السعر وشيكاً، بعيداً عن أى اضطراب رئيسي، لكن الدلائل على تحول الفرصة فى ازدياد".
وربما تزيد حركة التيسير الكمى التى يعتزم البنك المركزى الأوروبى إجراءها فى الأسبوع القادم من التوقعات حول انتعاشٍ أسرع فى النمو وبالتالى الطلب فى أوروبا. ويساعد هذا التوقع كذلك فى رفع خام برنت مرة أخرى فوق سعر خام غرب تكساس الوسيط بعدما تم تداوله لفترة وجيزة بفارق للمرة الثالثة منذ 2010 حيث أدت حينها زيادة الانتاج الأمريكى بالإضافة إلى البنى التحتية غير الكافية لنقل النفط الخام إلى زيادة فى المخزونات فى الأماكن الخاطئة وساهمت بالتالى فى حدوث انفصال بين خامى النفط العالميين.
وأشار"أولى سلوث هانسن" إلى أن وجه أحد أكبر البنوك الاستثمارية الرئيسية نداءاً جريئاً هذا الأسبوع حيث رأى احتمال وصول سعر خام برنت مع نهاية الربع الأول إلى 31 دولار للبرميل معللاً السبب فى فشل المنتجين المستمر فى الاستجابة لارتفاع التوريدات ونوافق بأنه وبينما يمكن للنفط الخام أن يشهد انتعاشات رئيسية إلا أننا نبقى فى ميل شامل للمضاربة مما يبدو بالغ الصعوية لنتجنبه.
يركز هدف السعر الهابط الحالى فى السوق على المستويات المنخفضة التى شهدناها فى عام 2008 والتى حدثت نتيجة لإنهيار الطلب بعد أزمة إفلاس شركة ليمان فى تلك السنة حيث وصل وقتها خام غرب تكساس الوسيط إلى 32.40 دولار بينما هبط خام برنت إلى ما فوق 36 دولار بقليل قبل حدوث انتعاش على شكل حرف v.
خبير بـ"ساسكو بنك": السلع تتعرض لهزة بسبب البنك المركزى السويسرى
الثلاثاء، 20 يناير 2015 12:33 م
البنك المركزى السويسرى
كتبت أسماء أمين
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة