قبل أية إجراءات معلنة من دول الاتحاد الأوروبى للتشديد والتضييق على دخول المسافرين من دول الشرق الأوسط إلى دول أوروبا بالحصول على تأشيرة «التشينجن»، بادر السادة فى سفارة سويسرا بالقاهرة فى تطبيق إجراءات «الغلاسة» واتباع سياسة «التلكيك» وبالبرود الأوروبى المعهود لعرقلة السفر إلى أوروبا عقب الرعب الذى يسود دول الاتحاد الآن عقب حادث «شارلى إبدو» فى فرنسا.
قبل الدخول إلى مقر قلعة السفارة السويسرية بالقاهرة فى شارع عبد الخالق ثروت للسؤال عن التأشيرة عليك أن تخضع لإجراءات تفتيش غاية فى السخافة وتسلم كل ما لديك للأمن الذى يعاملك مبدئيا كشخص مشكوك فى نواياه من محاولة الدخول، وعقب الدخول عليك الانتظار فى غرفة أشبه بغرف الاستجواب فى السجون انتظارا لمعالى الموظفة السويسرية وفى حراسة الأمن أيضا لتطل عليك بوجه زجاجى مستفز خلف نافذة حديدية لتعيد عليك ذات الأسئلة والإجراءات التى قام بها المكتب الخارجى الذى تتعامل من خلاله السفارة مع الراغبين فى الحصول على تأشيرات الدخول.
منذ حوالى 20 يوما أو أكثر وجهت لى الجهة المنظمة لمنتدى الاقتصاد العالمى فى دافوس بسويسرا الدعوة لحضور فعاليات المنتدى، وبدأت فى إجراءات الحصول على التأشيرة، وكنت أظن أنها بسهولة الحصول على تأشيرة ألمانيا أو هولندا أو بريطانيا، أوراق بسيطة مطلوبة وانتظار لأيام قليلة لكنى فوجئت بحزمة إجراءات وأوراق مطلوب الحصول عليها وبيانات إلكترونية عليك التعامل معها فى صبر لأكثر من ساعتين، وتصوير كل حرف وسطر فى جواز السفر لتجد المطلوب أكثر من 100 ورقة عليك أن تضعها فى مظروف وتذهب بها إلى مكتب خارجى للسفارة وليس لمقر القلعة الحصينة لإنهاء الإجراءات، وبالفعل ورغم ضيقى من هذه الإجراءات الطويلة والمعقدة تعاملت معها برباطة جأش وغيظ شديد، رغبة فى حضور أضخم منتدى اقتصادى فى العالم. كان حادث شارلى إبدو المؤسف قد وقع وتوقعت ما سوف يحدث.
اتصلت بى موظفة السفارة لتطلب منى ضرورة الحصول على توقيع وختم على الدعوة التى جاءتنى عبر البريد الإلكترونى من سويسرا.
فى اليوم التالى ذهبت للسفارة للاستفسار عن هذا الطلب الغريب الذى لم نعتده كصحفيين من باقى السفارات الأوروبية، فوجدت إصرارا غريبا من الموظفة السويسرية التى تعاملت باستعلاء وعجرفة غريبة بعد نقاش طويل حاولت فيه إقناعها بأن الدعوة شخصية من المنتدى ويمكنها التأكد من ذلك بالتواصل بإدارة المنتدى عبر الإيميل أو الهاتف فى الدعوة، كان الرد بالرفض والإصرار على وجود توقيع وختم النسر من منتدى دافوس. وحتى لو حصلت على التوقيع والختم فعليك الانتظار أسبوعين إضافيين للنظر فى الحصول على التأشيرة التى من المفترض أن تدخل بها إلى سويسرا وليس إلى الجنة.
هل من المنطقى والمقبول أن أطالب وزارة الخارجية بأن تتعامل بالمثل وبنفس «الغلاسة والغتاتة» مع السويسريين القادمين إلى مصر؟!.. أرجوك لا تبتسم فى سخرية من طلبى.