أكرم القصاص

فى اليمن.. حضرت الطائفية وغاب الوطن

الثلاثاء، 20 يناير 2015 07:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يجرى فى اليمن حرب أهلية كاملة الأوصاف، من الصعب وجود إمكانية لأن تتوقف عجلة القتل والتفجيرات والخطف والإرهاب فى اليمن السعيد الذى لم يعد سعيدا.. بالأمس فشلت محاولة اغتيال رئيس الوزراء، والحوثيون يهاجمون القصر الرئاسى والرئيس اليمنى عبد ربه منصور يدعو لاجتماع بحضور الحوثيين.

ربما ينظر البعض فقط إلى كون الحوثيين فقط هم من يهاجم ويقتل، لكن الحقيقة أن الصراع أهلى وطائفى، ولا نجاة لليمن من غير ظهور عقلاء يوقفون هذا العبث، وهو رهان شبه مستحيل، كل فصيل يعلق الفتنة على الطرف الآخر. هناك اتهامات للحوثيين بأنهم يتلقون الدعم من إيران من أجل بناء نظام شيعى، بينما الحوثيون يعلنون أنهم تم تهميشهم طويلا تحت حكم السنة، بينما كانوا أجدادهم من حكم اليمن. ويتعرض الحوثيون لتفجيرات وعمليات اغتيال آخرها كان أمس، حيث تم تفجير مركز لهم بمحافظة إب وسط اليمن بدراجة نارية، وقبلها فى احتفالات مولد النبى فجر إرهابى نفسه فى احتفال قتل أكثر من 30 حوثيا، كل هذا يجعل الحرب الأهلية مشتعلة، وسواء كان السنة هم من ينفذونها، أو أطراف تسعى لاستمرار تقسيم اليمن. فإنها تغذى فكرة إضعاف الدولة والجيش والشرطة، وهو هدف من سنوات لتنظيم القاعدة فى اليمن الذى يخوض حرب إرهاب ضد الدولة، وربما يحقق أرباحا من الفوضى.

الفكرة هنا أن من تولوا أمور اليمن بعد الثورة وإطاحة على عبد الله صالح، هم من عجزوا عن رسم صورة عقلانية وإقامة نظام عادل، ووقف التدهور الذى أصاب البلاد من جراء التسلط، فضل كل زعيم مصالحه، زعماء من دون خبرة بل ربما تنفيذا لأجندات إقليمية ودولية، فضلا عن أن بذرة الطائفية والعرقية تسكن اليمن ومعها قبلية وتركيبة معقدة، لم تنجح الجمهورية فى محوها وبقيت رهانا لنظام متسلط لعب على التناقضات العرقية والقبلية.

ومثلما جرى فى أفغانستان بعد طرد الغزو السوفيتى، حيث سعت جماعة طالبان بعد أن رحب بها الأفغان ظنا أنها ستخلصهم من أمراء الحرب، فإذا بطالبان تتحول إلى جماعة قمع وقهر ودمار وتحالفت مع تنظيم القاعدة الإرهابى مما استدعى غزوا جديدا.

اليمن تتعرض للتخريب بأيدى أبنائها لأن كل منهم يعلى من شأن قبيلته أو جماعته أو مذهبه، على الوطن، وهو أمر نتمنى ألا يستمر ليدمر ويأكل بلدا شقيقا، لكن اليمن تقدم تجربة لنا ولغيرنا أن الثورات التى تشعل الطائفية والعرقية والمذهبية ليست ثورة، بل هى تخريب يطيح بالعقيدة والمذهب والقبيلة ومعهم الوطن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة